يواصل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، المحاصر منذ ثلاثة أسابيع، إثارة الجدل بخصوص استهداف سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين في بيوتهم، وكذا الصحافيين وعائلاتهم، الذين لم يسلموا هم الآخرين من العدوان الإسرائيلي، في عمليات "استهداف وانتقام" واضحة من الأصوات التي تنقل حقيقة الوضع الإنساني الكارثي في القطاع. وشكلت الواقعة التي تعرضت لها عائلة الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة "الجزيرة" بغزة، الذي توفيت زوجته وابنه وابنته، بالإضافة إلى حفيدته التي لم يتجاوز عمرها 45 يوما، نقطة جديدة في مسلسل استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين في حربه المفتوحة ضد الفلسطينيين. وقتل الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافية الفلسطينية دعاء شرف بغزة مع ابنها في غارات إسرائيلية جديدة على القطاع، مما رفع حصيلة الضحايا في صفوف الصحافيين منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" إلى 24 قتيلا، الأمر الذي يثير الشكوك حول استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين في الحرب التي يخوضها بلا هوادة ضد القطاع المحاصر. في تعليقه على الموضوع، أوضح عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن استهداف الصحافيين وعائلاتهم من طرف قوات الاحتلال في الحرب على غزة "ليست ممارسة جديدة"، لافتا إلى أن سبب هذا الاستهداف هو "القضاء على الشهود الذين ينقلون الحقيقة". وأفاد البقالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي "منازل وعائلات الصحافيين مثل حالة الزميل الدحدوح ليست الأولى، فهناك ثلاث حالات تم اغتيال أفراد عائلاتهم". وأضاف أن هناك "مغالطة إعلامية كبيرة جدا تتواطأ فيها كبريات وسائل الإعلام الغربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتفتعل أخبارا زائفة وتمثيليات ومسرحيات رديئة، وتحرف الحقائق وتتستر على الواقع". وتابع قائلا: "هذا النوع من الإعلام الغربي لا تستهدفه قوات الاحتلال الإسرائيلية، وهناك تواطؤ مفضوح معه، وأثبتت هذه القنوات أنها مجرد أدوات لتنفيذ السياسات الخارجية لحكوماتها"، مؤكدا أن استهداف عينة من الصحافيين الفلسطينيين والعرب والمسلمين "جزء من الحرب والعدوان الكبير على غزة بالتواطؤ مع الإمبريالية العالمية". وأعرب البقالي عن إدانة النقابة الوطنية للصحافة المغربية ل"استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين وعائلاتهم، ونطالب بفتح تحقيق دولي في هذه الجرائم من أجل محاسبة المتورطين فيها"، مشيرا إلى أن هذه الجرائم تتزامن مع إعلان نتائج لجنة التحقيق الدولية في "حادثة اغتيال الصحافية الشهيدة شرين أبو عاقلة، التي أكدت أن القاتل جندي إسرائيلي، ونطالب بعدم الإفلات من العقاب وترتيب الجزاءات اللازمة بهذه الجرائم المرفوضة".