قدم ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، توضيحات عن الهزة الأرضية التي ضربت منطقة الحوز، مسجلا، في حوار مع هسبريس، أنه إلى حدود اليوم تم تسجيل ألف هزة ارتدادية. وأوضح أن من تأثيرات الهزات أنها زادت من علو قمم جبال الأطلس، كما رد أيضا على "توقعات" العالم الهولندي فرانك هوغربرت. وقال جبور إن "الهزة العنيفة التي ضربت منطقة الحوز كانت قوية بالمقاييس العالمية، ذكرتنا بأن المنطقة يمكن أن يكون فيها مستوى عال للخطر الزلزالي، رغم أنها لم تشهد زلازل مشابهة في الماضي". وأوضح أن من تأثيراتها أنها رفعت علو جبال الأطلس، مشيرا إلى أن الزلازل عموما هي المكونة للسلاسل الجبلية. وتابع قائلا: "على مدى ملايين السنين أعطتنا الزلازل هذه الارتفاعات الشاهقة لجبال الأطلس، فيما سجل اليوم الضغط الأفقي 2,5 مليلمتر في السنة، ولأول مرة سجلنا ارتفاعا في هذه القمم". ألف هزة ارتدادية وبخصوص الهزات الارتدادية، قال جبور إنها فاقت إلى حدود اليوم ألف هزة، 99 بالمائة منها كانت غير محسوسة، فيما 1 بالمائة منها فقط كانت محسوسة، مضيفا أن عشر هزات فقط هي التي كانت محسوسة. وأكد أن النشاط الزلزالي سيستمر بضعة أسابيع أو بضعة أشهر. وتابع قائلا: "سابقا كانت الهزات متقاربة، وستنخفض إلى هزة في الأسبوع ثم هزة في الشهر إلى أن تتضاءل وتعود إلى مستوى النشاط الذي كان قبل الزلزال"، موضحا أن "هذه الهزات دليل على إعادة ترتيب الصخور والخلل الذي تسبب به الزلزال الرئيسي، وإعادة التوازنات إلى القشرة الأرضية". مراقبة الزلازل وأبرز جبور أن المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، هو الهيئة الوطنية المكلفة بالمراقبة الزلزالية بكامل التراب الوطني، مفيدا أنه يتوفر على شبكة للرصد الزلزالي مكونة من 35 محطة موزعة على كامل التراب الوطني. وأضاف أن المعهد كلف، مؤخرا، أيضا بالإنذار المبكر لموجة تسونامي في حالة حدوثها. وعن طريقة عمل محطات مراقبة الزلازل، أوضح جبور أنها "محطات ذاتية التشغيل ترسل إشارات عبر الأقمار الصناعية 24 ساعة على 24 ساعة، ويتم تحليل هذه الإشارات في المركز بالرباط، ويقوم الكومبيوتر بإجراء الحسابات السريعة في حالة رصد أي هزة أرضية في مستوى معين، فيما يقوم التقنيون والأطر بإعداد النشرات الإنذارية في حالة حدوث زلزال محسوس أو فاقت قوته ثلاث درجات ونصف على سلم ريشتر". وأضاف "مباشرة بعد حدوث الهزة بدقيقتين تكون لدينا كل المعلومات حولها، وهو الأمر الذي كان يستغرق سابقا من 40 دقيقة إلى ساعة. وبعد التأكد من صحة الحسابات يتم إرسال نشرة إنذارية إلى الجهات المعنية بتدبير المخاطر الطبيعية، ويهم الأمر حوالي 30 جهة، وبعض الوزارات التقنية، وكذا بعض المكاتب لتسيير منشآت مهمة". تنبؤات العالم الهولندي وبخصوص إمكانية التنبؤ مثلما يقوم به العالم الهولندي فرانك هوغربرت، قال جبور إن "فرق بحث كثيرة تقوم بدراسات عن التنبؤ، لكن تبقيها فقط في المنشورات والمجلات العلمية، غير أن العالم الهولندي، الذي ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، اختار نشرها أمام العلن كنوع من التبادل بينه وبين العلماء على العموم". أما عن المعطيات التي استند عليها هوغربرت، فقال جبور: "لا نعرف مصدر المعطيات ودقتها. الفرق العلمية التي تجتهد في مجال التنبؤ تنشر تنبؤاتها في المجلات العلمية، وتكون آراؤها أحيانا متباينة". وتابع قائلا: "ربما توقعاته تكون صائبة في حدود 1 بالمائة، أما 99 بالمائة فغير موجودة، حسب الدراسات المبنية على الإحصاءات الدقيقة"، مشيرا إلى أنها "مجرد تخمينات وتوقعات لا ترتقي إلى مستوى التنبؤات، التي تقتضي أن نحدد منطقة الزلزال وقوته وتوقيته قبل وقوعه، وهو مستوى لم يصل إليه هذا العالم". وأفاد "عموما ربما يمكن التنبؤ بأن يحدث ذلك في المستقبل البعيد بعد قرن من الزمن أو أكثر، لكن البحث العلمي الآن لا يزال في بدايته".