عقدت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، اجتماعا مشتركا مع لجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية بمجلس المستشارين، خصص لإخبار اللجنتين المذكورتين بإحداث حساب خصوصي للخزينة يسمى "الحساب الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية". ومن المرتقب، حسب ما أكده رئيس مجلس النواب، أن تجتمع غرفتا البرلمان، غدا الثلاثاء، من أجل تحديد الصيغة التي سيقدم بها البرلمانيون المساهمة في هذا الصندوق. وفي هذا الإطار، قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب: "سنقوم سويا، مع الأخ رئيس مجلس المستشارين وأجهزة المجلسين التقريرية، بتنسيق العمل المشترك، سواء في إطار المساهمة المادية أو في إطار الاختصاصات الدستورية للمجلسين، لنجعل من عملنا المشترك دعامة وسندا ونفعا لبلدنا ولمواطنينا الذين تضرروا وعانوا جراء هذه الكارثة الطبيعية". من جانبه، أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أن هذه الجلسة خصصت لتقديم المرسوم الخاص بإحداث هذا الصندوق تنفيذا للتعليمات الملكية، مبرزا أن الصندوق سيمكن من تلقي المساهمات التطوعية والتضامنية الخاصة والعمومية. وستخصص هذه المساهمات، حسب لقجع، لدعم النفقات المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي لتقديم الدعم لإعادة ترميم لبناء المنازل المدمرة والنفقات المتعلقة بالتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، خصوصا اليتامى والأشخاص الموجودين في وضعية هشة. كما ستخصص هذه المساهمات للنفقات المتعلقة بالتكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء مخلفات الزلزال، ولاسيما تلك المرتبطة بالإيواء والتغذية والاحتياجات الأساسية، والنفقات المتعلقة بتشجيع الفاعلين الاقتصاديين، خاصة العموميين منهم على الاستئناف الفوري للأنشطة على مستوى المناطق المعنية، وأساسا الخدمات المرتبطة بالماء الصالح للشرب والكهرباء، والصحة والتعليم، وكذا النفقات الموجهة لاحتياطات ومخزون الحاجيات الأولية على مستوى كل جهة من جهات المملكة. وشدد المسؤول الحكومي على أن "هذه المساهمات مهما كان شكلها ومصدرها فإنها تقدم لهذا الحساب مجانا، وقد أصدرت البنوك بلاغا في الموضوع لرفع كل لبس". ونوه رئيس الغرفة الأولى، خلال الاجتماع، بحجم التضامن الذي عبر عنه المغاربة في هذه الأزمة، مضيفا: "منذ اللحظات الأولى لهذه الفاجعة المؤلمة، عرف المغرب موجة عارمة من التضامن العفوي والصادق لكل فئات المجتمع. كما بادرت، مشكورة، العديد من الدول الشقيقة والصديقة لتقديم الدعم والمساندة، وهي تعبئة عز نظيرها تؤكد على مكانة المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، في المحافل الدولية ولدى كافة الأمم والشعوب".