بعد أسماء شهيرة كان أكثرها تألقا النجمة الهوليوودية أنجيلينا جولي جاء دور البريطانية من أصل مغربي كريمة أدبيب لتتقمص دور البطلة الشهيرة لألعاب الفيديو والأفلام السينمائية "لاراكرافت" في سلسلة "تومب رايدر" التي تجسد شخصية هي شرطية حسناء تجابه قوى الشر لتحقيق العدالة، وهي بذلك تعتبر "أشهر" شرطية في العالم كما يرى الكثيرون. وتبلغ كريمة من العمر 20 عاما، وعاشت في بلدها الأصلي المغرب حتى سن السابعة لترحل بعد ذلك لإنجلترا وتعيش بمنطقة "تنال غرين" بلندن. وسبق لها الظهور في فيلمAlien Versus predator قبل أن تدخل الشهرة من بابها الواسع مع الفرصة الذهبية التي منحت لها. واعتبرت كريمة اختيارها للدور فرصة كبيرة بالنسبة لها لا بد أن تستغلها جيدا، فالحياة برأيها مجموعة من التحديات وهو أمر مهم لأي ممثلة أو عارضة أزياء، وفي حديثها عن السلسلة الشهيرة (تومب رايدر) تقول: "بالنسبة لي فإن (لارا كرافت) هي الفتاة الأكثر إثارة في العالم واختياري للقيام بالدور هو تتويج وفخر، وحتى أكون في مستوى الشخصية الشهيرة فأنا أقوم بتدريبات مكثفة مع القوات البريطانية الخاصة وأتلقى دروسا في التعامل مع الأسلحة وركوب الدراجات، وكوني (لارا كرافت) يعني أن أكون قوية متطورة وفي نفس الوقت مميزة". وبحسب مجلة "لايف ستايل" التي تصدر من دبي، لم تصدق كريمة الخبر الذي تلقته عبر الهاتف عندما علمت أنها الفائزة في مباراة اختيار من سيؤدي دور "لارا كرافت" بطلة "تومب رايدر" سلسلة ألعاب الفيديو التي تتملك قلوب الملايين من الأطفال والكبار ومن الجنسين في العالم، "كانت لحظة فوزي في مباراة دور (لارا كرافت) أقوى وأكثر اللحظات إثارة في حياتي, وكدت ألا أصدق في بداية الأمر". فازت كريمة من ضمن آلاف المرشحات اللائي تقدمن للمباراة، التي وصفتها بأنها "مباراة كالجحيم" من شدة صعوبة لحظات الاختيار وكثرة المتنافسين. وينتاب كريمة الآن، وهي تقوم بدورها الجديد إحساس بتحد كبير لأنها "الفتاة المغمورة" التي ستسير على طريق سلكه نجوم كبار، فيما يبدو أشبه بالحلم. بعد أن كانت ممثلة كوميدية لا يتعدى جمهورها بضع مئات، وبعد أن عملت ك "موديل" وعارضة للأزياء في بعض محلات الموضة على نطاق محدود. وتؤدي كريمة دورها متحدثة باللغة الإنجليزية، وستكون الحلقات مدبلجة إلى كل اللغات باستثناء العربية التي تتقنها بحكم أصولها المغربية. ولأن شخصية "لارا كرافت" صعبة جدا، فقد عبرت مسالك صعبة لأداء الدور الترويجي للسلسلة. وتؤكد أن تجسيد شخصية (لارا) تطلب منها تلقي دروس مكثفة في الرياضات القوية وقيادة الدراجات السريعة. وذكرت أنها أثناء تدريباتها تعرضت لحوادث طريفة منها أن الدراجة اخترقت في إحدى المرات الحواجز واصطدمت بالجمهور الذي التف لمشاهدة العرض. وتجد كريمة في مهنتها الجديدة، متعة لأنها تمنحها فرصة السفر إلى مختلف بلدان العالم، كما تجد فيها متعة لأنها تمارس من خلالها هوايتها في حب المغامرات، والاطلاع على الثقافات الأخرى. وتقول: "لارا تحب السفر، وأنا بحكم عملي الجديد سعيدة بأنني سافرت إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمغرب واليونان وهولندا والتشيك". لكن هذه المهنة قد تجلب لها متاعب عاطفية؛ فخلال رحلتها المهنية، اضطرت للبوح للصحفيين بحبها وغواياتها، وظهرت من وراء مظاهر القوة التي يتسم بها دورها في الفيديو، كشخصية مرهفة ورقيقة، وحين سئلت كم مرة وقعت في الحب، اعترفت بأنها أحبت ثلاث مرات. واعترفت بأنها تقع بسرعة في الحب لكن المشكلة أن وصول الشخص المعني إليها أمر صعب. وقالت إنها غالبا ما تكون هي صاحبة المبادرة والإمساك بزمام الأمور. كما اعترفت في مقابلة مع القناة الفرنسية الثانية، أنها لم تطلب بعد للزواج، وأبدت أسفها لأنها لم تلتق بعد فارس الأحلام ذلك الأمير الجميل كما تقول. وتعيش كريمة الآن مع صديقها تيري، وهو موسيقي عمره 27 عاما، واعترفت في تصريحات لصحيفة "الصن" الشعبية البريطانية، بأن أصعب امتحان يواجهها الآن هو أن لا يتعرض صديقها لصدمة من مشاهد القوة التي تتسم بها أدوارها في الفيديو، وصرحت كريمة قبل أن تعرض مشاهدها المصورة، بأنها خائفة من أن لا يستلطف صديقها تيري دورها وتخيفه شخصيتها على الشاشة. ولقيت كريمة التشجيع من أسرتها اللندنية المخضرمة، وصرحت بأن والدتها معجبة بشخصية "لارا" وشجعتها كثيرا على تحقيق النجاح في أداء الدور. أما شقيقتها فهي معجبة جدا بها، وكانت تمارس مع كريمة منذ سنوات لعبة الفيديو التي تظهر فيها الشخصية التي تجسدها أختها اليوم. وبالنسبة لوالد كريمة، الذي شجعها بدوره، فإن ما أثاره هو اللباس المثير الذي تظهر به ابنته وقالت إنه صرخ في إحدى المرات قائلا: "ما هذا الذي ترتدينه؟". تجدر الإشارة إلى أن "لارا كرافت" المغربية ولدت في لندن من أب مغربي أمازيغي وأم يونانية من أصل أيرلندي، ومبكرا غادرت الأسرة إلى المغرب، وعندما بلغت السابعة من عمرها، عادت مع أسرتها إلى حي بيتنهال غرين، في شرق لندن، حيث تعيش اليوم. وتقول عن نفسها: "أنا لندنية روحا، دون أن أنسى جذوري التي أعتبرها مصدر فخر وغنى في شخصيتي".