تعرضت لاعبات المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية لحملة من التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة التي جمعته بنظيره الألماني يوم الاثنين الماضي، والتي انتهت بهزيمة "لبؤات الأطلس" بستة أهداف دون رد. الحملة عرفت انتقادات فاعلين حقوقيين ونشطاء أكدوا أن "التنمر" يعبر عن أصحابه، وأن ما حققته لاعبات المنتخب هو انتصار في حد ذاته، خاصة أن الأمر يتعلق بفريق ليست له تجربة طويلة تمكن من الوصول إلى العالمية. وفي هذا الإطار، قالت نجية تزروت، رئيسة شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع، إن "هذه الحملة البئيسة، التي وصفت اللاعبات بأبشع وأحط النعوتات والتحقيرات، تمثلت في نشر فيديوهات مقتطفة من سيتكومات فكاهية تجسد نساء يقمن بتداريب استعدادا لمباراة كرة قدم ومنشورات استفزازية، بعضها يربط المرأة بالمطبخ وأخرى بالسرير عبر حسابات مجهولة ومزيفة الهوية". وشددت تزروت، ضمن تصريح لهسبريس، على أن "هذه الحملة المسعورة واجهتها منشورات عديدة من مدونين وفاعلين تستنكرها وتشجبها وتدعم المنتخب النسوي وتقدر الظروف التي أحاطت بالهزيمة". وأردفت الفاعلة الحقوقية ذاتها قائلة: "نحن في فيدرالية رابطة حقوق النساء، وشبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع مكون من مكونات الجمعية، ندعم ونساند ونشد على أيدي الفريق النسوي ونتمنى له حظا موفقا في القادم من الأيام ونشجب بشدة وندين هذه الحملة التنمرية ونطالب بمتابعة كل المتنمرين ليكونوا عبرة للآخرين". من جانبها، قالت ليلى أميلي، رئيسة جمعية "أيادي حرة": "لا للتنمر على الفريق الكروي النسائي... نحن نفتخر به كحقوقيات"، متابعة ضمن تصريح لهسبريس: "فقط قبل أسابيع كنا نفتخر بلبؤات الأطلس ليتحول الوضع إلى تنمر بعد أول خسارة". في الإطار ذاته، اعتبرت سميرة موحيا، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، أن ما تعرضن له هو "حيف ضد النساء"، قائلة: "كلما تعلق الأمر بالنساء يكون هذا الوضع... الذكور أيضا يخسرن ولا يجابهن كل هذا التنمر". وذكرت موحيا بأن الفريق المغربي بدأ للتو وليس لهن باع طويل مثل "أسود الأطلس"، لافتة إلى أن "أية لعبة فيها الخسارة والربح، ولا داع لمثل تلك المصطلحات التي تم تعميمها على مواقع وصفحات "فيسبوكية" غير معروفة ومجهول أصحابها". وشددت رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء على "ضرورة إعطاء مكانة أكثر للتداريب والحرفية النسائية والاشتغالات في المجال لتطوير مسار كرة القدم النسائية"، معلقة: "فخورات بالفريق النسائي وبوصولهن إلى العالمية.. هو أمر مهم، ولم نكن ننتظره". بدورها، قالت جميلة كرمومة، نائبة رئيسة فيدرالية رابطة حقوق المرأة، إن "التنمر هو معاداة للعمل والمجهود الجبار ووصول الفريق المغربي إلى كأس العالم للسيدات هو أمر كبير، يجب تشجيعهن وليس التنمر عليهن". وسجلت الفاعلة الحقوقية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "كل البدايات تكون متعثرة، والفريق المغربي هو ممثل لإفريقيا والعالم العربي يجب التنويه به". وخلصت المتحدثة عينها إلى أن "من يتنمرون لهم مشاكل مع ذواتهم. وهذا ناتج عن عقلية ذكورية سائدة تنتقد أي عمل قامت به النساء، خاصة في مجالات كانت حكرا فقط على الرجال".