من ذاكرة الورش السياحي بتازة بعد عشر سنوات بالتمام والكمال، عن لقاء استضافته عمالة الإقليم وقد أثثه عرض دسم بطروحات واعدة حول سبل تنمية مجال حيوي منسجم مع جملة شروط كائنة هنا وهناك بالمنطقة. ولعل بقدر ما توزعت معطيات هذا الموعد حول أفق إنماء وأثر رافع ممكن في الأفق على عدة مستويات، بقدر ما حضره من حديث عن مؤهلات وموارد سياحية وإحصاءات ومشاريع في طور الدراسة، وعن مراحل قطعها مشروع فضاء استقبال سياحي بالمنطقة، فضلا عن رؤية استراتيجية ذات صلة وما انبثق من مشاريع عن مشاورات وغيرها من رهان واستشراف إنمائي محلي، وهو ما جعلنا آنذاك نعتقد بتفاؤل أن ما راود المنطقة صوب هذا المجال منذ استقلال البلاد بات قريبا جدا، وأن هناك تصورات وقراءات عملية وجهدا واجتهادا، فضلا عن وعي وقناعة ورغبة تنزيل ضمن أفق جهوي ووطني. وكان من جملة ما تقاطع في لقاء تازة هذا من طرح وعرض، كون المغرب توجه بعنايته وأقر ورش السياحة كأولوية اقتصادية وطنية منذ 2001، من خلال توقيع اتفاق إطار 2001-2010 بين الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، أو ما عُرف برؤية 2010. وهذه السياسة التي تمت صياغتها وتبنيها لتنمية هذا النشاط وطنيا، نصت خطتها على وضع تصور جهوي لتنميته، من قبيل ما عرف ب"المخطط الأزرق" الذي توجه بالعناية لتهيئة محطات شاطئية بأهم المواقع الساحلية للبلاد، ثم "مخطط بلادي" الذي استهدف تنمية السياحة الداخلية، ثم "مخطط مدائن" من أجل تنمية سياحية جهوية عبر إبراز وتثمين مقومات التراث الثقافي والمعماري الذي تتوفر عليه المدن التاريخية. وكانت انطلاقته من مدينة فاس عبر مخطط جهوي للتنمية السياحية، تم التركيز فيه على المنتوج الثقافي كرافعة أساسية للتنمية السياحية بفاس، وكذا المنتوج الطبيعي بالأقاليم المجاورة: صفرو، بولمان، مولاي يعقوب، تاونات ثم تازة، باعتبارها أقطابا مكملة من شأنها المساهمة في تنويع وإغناء المنتوج السياحي لمجمل المنطقة. ثم "المخطط الوطني لتنمية السياحة القروية"، وقد تم تجسيده من خلال إقامة فضاءات استقبال سياحي بالأقاليم التي تتوفر على مجال طبيعي متنوع صالح لممارسة أنشطة السياحة القروية، وهو المخطط الذي تم العمل به في أقاليم عدة، منها شفشاون وإزيلال وإفران وورزازات، وغيرها. هكذا استحضر لقاء تازة هذا ما هو مألوف من قيل وقال حول ما يزخر به الإقليم من مؤهلات سياحية بطابع ثقافي تراثي وطبيعي متميز، وما هو ذخيرة وموارد ومادة أولية غير خافية عن كل مهتم متتبع، من قبيل ما هناك من مساحة مغارات واسعة هنا وهناك بعناوين وتفردات وتنوع على رأسه مغارة فريواطو، ذات الشهرة العالمية المؤهلة طبيعيا ومشهديا لممارسة الاستغوار، وما هناك من مكون بيئي طبيعي ثقافي حضاري وإنساني، من قبيل دوار سيدي مجبر غير بعيد عن تازة جنوبا المصنف تراثا وطنيا، وثروة منتزه تازكا النباتية والحيوانية، ومساحات جبلية ممتدة ببويبلان وتازكا جنوبا وبمقدمة جبال الريف التابعة للإقليم شمالا، و"جامع تازة الأعظم" الموحدي المريني التاريخي الشهير بثرياه التحفة، وما تحتويه المدينة القديمة تازة من أسوار وأبراج ومعمار تاريخي، وما تتوفر عليه المدينة من إرث ثقافي وأنشطة ذات طبيعة وطنية ودولية... الخ. في لقاء تازة السياحي هذا، تم الحديث عن فنادق مصنفة وملاجئ ومآوي سياحية بمجموع إحدى عشرة مؤسسة بحوالي مائتي غرفة وأربعمائة سرير، فضلا عن فنادق غير مصنفة بحوالي ثلاثمائة سرير. وقيل إنه في إطار جهود تحسين مستوى العرض بالمنطقة وتفعيلا لدورية وزارتي الداخلية والسياحة المشتركة، قامت لجنة مختلطة بزيارة وحدات فندقية غير مصنفة سنة 2012، لتحسيس أربابها بأهمية القيام بعملية إصلاح لتحسين مستوى خدماتها، لإدراجها ضمن الطاقة الإيوائية المصنفة وتدعيم بنية الاستقبال السياحي، وإن العملية أسفرت عن تسوية وضعية مؤسستين تشتملان على 63 سريرا وهناك عملية تتبع مستمرة خلال سنة 2013. وفيما يخص الاستثمارات الخاصة، تم تسجيل انتعاش ملحوظ بخمسة مشاريع سياحية في طور الإنجاز، بطاقة إيوائية تصل إلى 234 سريرا وتكلفة إجمالية قدرت آنذاك ب356 492 24 درهما. وعن المشاريع المهيكلة السياحية، تم الحديث عن تهيئة المدار الخارجي لمغارة فريواطو بتازة، وعيا بقيمة هذا المورد وتفعيلا لِما يزخر به الإقليم من شبكة مغارات يمكن استغلالها في مجال سياحة الاستغوار، وأهمها مغارة افريواطو المعروفة على الصعيد الدولي، التي يصل عمقها إلى 271 مترا وطولها حوالي 2187 مترا، والتي تعد رصيدا غنيا لفائدة البحث العلمي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي، ومن شأن إعادة الاعتبار السياحي لهذه المعلمة الطبيعة إنعاش منتزه تازكا الوطني لتموقعها داخله، فضلا عما يمكن أن يسهم به على مستوى خلق فرص شغل تخص تنمية الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية وغيرها. ومن أجل هذا الغرض، جاء مشروع تهيئة الفضاء المحيط بهذه المغارة، لتثمين تراث الإقليم الطبيعي والنهوض بمجال الاستثمار في القطاع السياحي، وتعزيز اندماج المغارة في المنتوج السياحي الوطني. ولتوفير شروط استقبال السياح الراغبين في استكشاف المغارة، تم تخصيص مبلغ مالي إجمالي بقيمة ثلاثة ملايين درهم لتمويل دراسة وأشغال بناء مركز استقبال سياحي بفضاء هذه المغارة الكائنة بتراب الجماعة القروية باب بودير. وتم رصد 2,7 مليون درهم من المبلغ الإجمالي لبناء مركز الاستقبال، في حين خصص الباقي لإنجاز دراسات متعلقة بالمشروع. وورد في اللقاء أن شطر هذا المشروع الأول تضمن: بناء مركز استقبال سياحي بمساحة 250 مترا مربعا، قاعة عروض، قاعة محاضرات، مقهى، دور مياه، مرافق تجارية، مرآب للسيارات، باحة استراحة، ثم ممرات للراجلين. وفي إطار المشروع الترابي للأطلس المتوسط الشرقي لإقليمتازة، دعما ونهوضا بالعالم القروي، بحسب هذا اللقاء، تم الحديث عن توحيد وتنسيق جهود محلية ومبادرات من خلال تبني المشروع، الذي حمل في شقه السياحي تهيئة المدار السياحي الرابط بين مصطاف باب بودير ومدينة تازة، حيث تم اقتراح مشاريع عدة تكلفت مصالح وزارة السكنى بإعداد الدراسات اللازمة لإنجازها، وتهم: تهيئة مسلك للراجلين بالأحجار المحلية على طول 950م، تهيئة حديقة على جوانب عين "راس الماء" وتغطية الممرات بالحجر المحلي، تهيئة باحة للاستراحة والألعاب للأطفال ومرافق صحية بباب بودير، تهيئة مدخل باب بودير، تبليط الأرصفة بالأحجار المحلية، تهيئة مفترق الطرق مع إعداد باحات بكراسي للاستراحة وتجهيز مواقف للسيارات، تهيئة مقهى ومطعم وباحة ألعاب للأطفال، تهيئة معارش Pergolas، وضع كشكين، بناء ماسك السلامة للمطل le Belvédère. وحول مشروع فضاء الاستقبال في إطار رهان الإقليم السياحي، باعتبار هذا الفضاء مجالا ترابيا محددا ووحدة ترابية وبشرية متجانسة، وبنيات تحتية تخص ما هو استقبال وإرشاد وإيواء وتنشيط، وكذا مدارات سياحية محددة ومدروسة، وباعتباره أيضا إدارة لفضاء الاستقبال السياحي (من خلال جمعية لتدبير هذا الفضاء)، قيل إن من شروط إنجاح هذا الفضاء، وجود نشاط سياحي قروي حتى وإن كان غير منظم، إرادة واضحة لدى الفاعلين المحليين لبنائه، الإشراك الفعلي للساكنة المحلية مع القرب من قطب سياحي. ولعل من الايجابيات التي تم عرضها حول هذا الفضاء، كونه وعاء من شأنه هيكلة منتوج سياحي تندرج ضمنه المؤهلات الكائنة، وما ينبغي من أنشطة وبنيات تحتية، والحاجة لوضع إطار شراكة تنخرط فيه كل الفعاليات والكفاءات، والقدرة على تمديد مدة الإقامة السياحية للزائر، والعمل من أجل تقليص الطابع الموسمي للنشاط السياحي، والأثر على مستوى زيادة نفقات السائح، وما هناك من توزيع جغرافي متكافئ للانعكاسات الايجابية للنشاط السياحي، فضلا عن إنعاش الشغل والحث على الابتكار والمبادرة المحلية، مع تركيز المجهودات على الوحدات المجالية الصغرى، وكذا تكريس علامة خاصة بجودة الخدمات. في هذا اللقاء حول ورش السياحة المحلية بعمالة تازة قبل عقد من الزمن، تمت الإشارة أيضا إلى أن هناك مراحل ضرورية لتجسيد مشروع فضاء استقبال سياحي، منها أولا مرحلة التشخيص التي تخص جرد الطاقة الإيوائية للمؤسسات السياحية، ورصد المدارات السياحية، ووضعية وسائل التنشيط، والمنتوجات السياحية ذات القيمة المضافة العالية، ثم مرحلة رصد ما هو مطروح من إكراهات، من قبيل كون مركز المعلومات للمنتزه يفتقر للمعطيات السياحية، وكون أكثر من نصف الطاقة الإيوائية غير مصنفة، والتوزيع غير المتكافئ للوحدات السياحية، وانعدام لوحات التشوير في أغلب المدارات وغياب تهيئتها، وانعدام أنشطة حول موضوع وخصوصية وبنية المغارات، واعتماد أنشطة موسمية وغير متناسقة، وعدم إعطاء القيمة اللازمة لِما هناك من منتوجات فلاحية وأخرى تخص الصناعة التقليدية، ولِما هناك من ثقافة وذاكرة تاريخية ومأكولات وثقافة وتميز الطبخ التازي، وانعدام الضمانات اللازمة للاستثمار في منتوجات سياحية ذات قيمة مضافة عالية. أما المرحلة الثالثة "الإنجاز"، فقد تم الحديث فيها عن خلق أو تدعيم البنيات السياحية، من إيواء ومدارات سياحية وتشوير، فضلا عن بناء دار فضاء الاستقبال، وتكوين مرشدين وأرباب مؤسسات سياحية، وخلق جمعية فضاء الاستقبال السياحي. وحول تفعيل مشروع فضاء الاستقبال السياحي، ورد الحديث آنذاك أنه قطع أشواطا عدة تمثلت في إنجاز دراسة تشخيصية، همت تحديد المدارات السياحية مشيا على الأقدام وبواسطة الدواب أو على متن سيارات رباعية الدفع، وكذا جرد المنتوجات المحلية الواجب تثمينها لإغناء المنتوج السياحي بالإقليم، وتحديد الخصاص في بنيات الإيواء السياحي على امتداد المدارات السياحية، وبناء دار فضاء الاستقبال السياحي، حيث ساهمت الجماعة الحضرية لتازة بتخصيص وعاء عقاري وتكلفت وزارة السياحة بتمويل عملية البناء. وحول مشروع خطة العمل التي تهم فضاء الاستقبال السياحي بتازة، تم الحديث عن جملة مكونات، منها أولا مسألة الإيواء من خلال تدابير إحداث إقامة عقارية للإنعاش السياحي بمصطاف باب بودير (العمران)، وخلق مخيم للاصطياف، وتأهيل مخيم اصطياف بباب بودير، وإحداث مخيم اصطياف "الخربات"، وإحداث مخيم اصطياف بباب الخميس. أما المكون الثاني من خطة العمل هذه، فقد تعلق بتهيئة المدارات ولوحات التشوير من خلال تحضير ميثاق تخطيطي ومضمون لوحات تشويرية، وتهيئة مدارات مخصصة للمشي بالمنتزه الوطني لتازكا، وتهيئة مدار مخصص للمشي بين مقطع باب أزهار وواد الرميلة، وتهيئة مدار مخصص للمشي بالمنابع، وتهيئة لوحات تشويرية بالمنتزه، وإعادة فتح باحات استراحة موجودة، ووضع لوحات تشويرية خاصة بفضاء الاستقبال السياحي، وإعادة تهيئة الطريق المؤدية إلى مغارة الشعرا، وتهيئة الطريق المؤدية إلى غابات الصنوبر بتازكا، وإحداث مدار المدينة القديمة تازة العليا. أما المكون الثالث، فقد تمحور حول التنشيط السياحي من خلال مهرجانات وظيفية رافعة ذات أهداف منعشة، وكذا ملتقيات علمية بحثية وأنشطة رياضية وتنافسيات وندوات وغيرها. والمكون الرابع توجه لِما هو تراث وبيئة من خلال إعادة تهيئة مغارة فريواطو وغيرها من صور المشهد الطبيعي الذي يميز المنطقة، وإعادة تهيئة العين الحمراء، والتعريف ببيئة وتراث واد الكحل وواد البارد وواد لحضر...، ووضع نظام إعادة معالجة النفايات وسلات القمامة بالمواقع الأكثر زيارة. أما المكون الخامس فقد تم الحديث فيه عن منتوجات سياحية ذات قيمة مضافة عالية، من خلال دراستها وخلق أنشطة ذات علاقة مع ما ينبغي من خطة عمل خاص بكل منتوج. والمكون السادس استحضر ما هناك من منتوجات فلاحية محلية وصناعة تقليدية، من خلال إحداث نقطة بيع للمنتوجات الفلاحية المحلية بمغراوة، مع مركز لعرض منتوجات فلاحية محلية وصناعة تقليدية بباب بودير، وخلق اتحاد الأطلس المتوسط للتعاونيات من أجل اعادة الاعتبار للعسل، وحفظ وترويج اللوز الريفي بالجماعة القروية اجبارنة، وحفظ الزيوت الطبيعية بتازة، وتجفيف وتعليب التين بجماعة كاف الغار وتايناست. وشمل المكون السابع ما هو تشخيص ومواكبة تقنية لتفعيل فضاء الاستقبال السياحي ودراسة تجهيزه وما تحتاجه المنطقة من مؤسسات إيواء سياحي ونظام تسيير، فضلا عن دراسات وتهيئة لمنبع العين الحمراء الاستشفائية ومحيط مغارة فريواطو، وإعادة ترميم مباني تازة الأثرية التاريخية، وإعادة الاعتبار مثلا للزربية الوراينية محليا. وكان ما هو استقبال وإعلام مكونا ثامنا لمشروع خطة العمل لفضاء الاستقبال السياحي بتازة، وقد استهدف بناء وتجهيز دار فضاء الاستقبال من خلال تخصيص بقعة أرضية من قِبل الجماعة الحضرية لتازة، وكذا تجهيز مركز الإعلام والعروض بباب بودير. وفيما يتعلق بالمكون التاسع لهذا المشروع، فقد استهدف تكوين 10 مرشدين سياحيين ومقدمي خدمات بفضاء الاستقبال، مع تعيين وكيل لتنمية هذا الفضاء. وكان ترويج وتسويق المنتوج هو محور المكون العاشر، عبر إحداث رمز ووسائل إشهار، وإنشاء موقع على الإنترنيت لفضاء الاستقبال على أن يشمل زيارة ثلاثية الأبعاد للمغارة، مطويات تخص التعريف بالمنتزه الوطني لتازكة، الترويج لِما هناك من أبحاث علمية ودراسات وتنقيب، وتنظيم جولات تربوية وأسفار من أجل ترويج إعلامي ببعد جهوي، ثم إعداد مطويات لمدار المدينة العتيقة وأثاثها السياحي المادي واللامادي. وقد ارتبط لقاء تازة هذا قبل عقد من الزمن ببرنامج وطني للتنمية السياحية ضمن ما عرف برؤية 2020، تلك التي استهدفت تطوير قطاع السياحة من خلال تعزيز وضع المغرب كوجهة دولية وجعل السياحة الداخلية والعائلية أولوية وطنية، ولعل من خصوصيات رؤية 2020 هذه حضور البعد الجهوي فيها، والتركيز على المنتوجات السياحية والثقافية والطبيعية لتقوية العرض الثقافي، من خلال تطوير الوجهات الجديدة التي تعتبر أقطابا حقيقية للتنمية. ولتفعيل هذه الرؤية انعقدت لقاءات تشاورية عدة مع ممثلين جهويين وإقليميين، تم خلالها اقتراح جملة مشاريع مندمجة من طرف مختلف الشركاء، وقد تمت الموافقة على حصيلتها من خلال لجنة الريادة التي ترأسها والي الجهة آنذاك. وحول ورش تازة السياحي من خلال هذا اللقاء، تم الحديث عن 14 مشروعا سياحيا بميزانية قدرها حوالي 510 ملايين درهم، وعن استثمار في المجال توزع بين قطاع عام (حوالي 155 مليون درهم) وآخر خاص (حوالي 353 مليون درهم). كما ورد حديث عن مشاريع مقترحة في إطار برنامج تعاقدي جهوي، منها برنامج "التنمية المستدامة" بميزانية إجمالية قدرها 36 مليون درهم، وبرنامج "الترفيه والأنشطة الرياضية" بميزانية إجمالية قدرها 25 مليون درهم، وبرنامج "بلادي" بميزانية إجمالية قدرها 330 مليون درهم، وبرنامج "التراث والموروث الثقافي" بميزانية إجمالية قدرها 117 مليون درهم. ومن المشاريع التي تم اقتراحها ضمن هذه البرامج، هناك تثمين تربية الأسماك، وفضاء للاستجمام السياحي، وملاجئ باندا بتازة، ومركز موضوعاتي/متحف بيئي، ومدار موضوعاتي لمنتزه تازكا، وخلق عروض إيواء متمحورة حول التنمية القروية بالإقليم، وإعادة ترميم مغارة فريواطو، وتهيئة مغارات شيكر والشعرا وتخوباي، تابهيرت وكوان وكاف الغار، ومدار لتلقين مبادئ علم التنقيب، ونادي بلادي بباب بودير، ومدار ثقافي للمدينة العتيقة تازة. ولعل من الشركاء الذين تم إدراجهم ضمن ورش إقليمتازة السياحي قبل عشر سنوات، نجد وزارة الشبيبة والرياضة آنذاك، وزارة السياحة، وزارة التجهيز، وزارة الثقافة، وزارة الفلاحة، وزارة الصناعة التقليدية، المندوبية السامية للمياه والغابات، مكتب التكوين المهني، المكتب الوطني المغربي للسياحة، وكالة تنمية إقليم الشمال، المجلس الجهوي، المجلس الإقليميلتازة، الجماعة الحضرية لتازة، الجماعات القروية لباب بودير ومغراوة وتايناست وكهف الغار، ثم الوكالة الحضرية لتازة. يبقى السؤال ختاما بعد عشر سنوات من لقاء عمالة تازة وقد تمحور حول ورش السياحة بالإقليم عبر ما تم عرضه من صورة تنمية واستشراف ومعطيات وأرقام ومشاريع وميزانيات وأحلام وغيرها، أين هو القطاع الآن؟ وماذا تحقق من ورقة ما تم تناوله وتقاسمه؟ وهل تبخر ما تم الحديث عنه من ميزانية ضخمة للنهوض بمجال يعد من نقاط قوة اقتصاد المنطقة بعد الفلاحة؟ وأية تقارير وتتبع لبلوغ ما كان منشودا من أهداف واستراتيجية تنمية سياحية محلية؟ وأية عوائق وشروط حالت دون إنزال ما تم عرضه في لقاء عمالة تازة حول ورش سياحة لا يزال قابعا في إيقاعه، مراوحا مكانه، متمسكا بأحلامه إلى حين؟ (*) مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث