توالت، خلال الأسابيع الأخيرة، شكاوى المغاربة المقيمين في الخارج من ارتفاع أسعار تذاكر شركة الخطوط الملكية المغربية، مع اقتراب العطلة الصيفية، لاسيما المقيمين منهم في دول بعيدة، كالولايات المتحدةالأمريكيةوكندا. وفي المقابل تعتبر إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية أن أسعار تذاكر الطيران في السوق المغربية خاضعة لقاعدة العرض والطلب، بعد تحرير سوق النقل الجوي منذ سنة 2006، وأنها تتخذ إجراءات للحيلولة دون ارتفاع الأسعار بشكل أكبر خلال فترة الذروة، وذلك من خلال زيادة أسطولها من الطائرات. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من مصدر من "لارام" فإن هذه الأخيرة تتوفر، حاليا أسطول من خمسين طائرة، واستعانت بست طائرات إضافية لتعزيز العرض الذي تقدمه لزبائنها. وإلى حدود سنة 2019 كان أسطول شركة الخطوط الملكية المغربية يتكون من 60 طائرة، غير أن الشركة اضطرت إلى التخلص من 10 طائرات، خاصة التي كانت تستأجرها للأمد الطويل، وبيع الطائرات التي طال عمرها، بسبب أزمة جائحة كورونا، التي شلّت قطاع النقل الجوي سنة 2020، وذلك بهدف ترشيد النفقات. وفي وقت يعبر عدد من المغاربة عن استيائهم من ارتفاع أسعار تذاكر "لارام"، اعتبر المصدر الذي تحدث إلى هسبريس أن "ارتفاع الأسعار في فصل الصيف يسري على جميع شركات الطيران في العالم، بسبب ارتفاع الطلب"، وأضاف أن "المنافسة الموجودة في سوق الطيران بالمغرب لا توجد في باقي القطاعات، حيث تتنافس خمسون شركة طيران، بما فيها الشركات التي تؤمّن الخطوط البعيدة، كطيران كندا، إضافة إلى شركات الطيران منخفض التكلفة 'اللوكوست'". عامل آخر يساهم في ارتفاع الطلب في سوق الطيران المغربية، مقابل انخفاض العرض، يتعلق بتزامن موسم الحج مع بداية العطلة الصيفية، إذ توفر شركة الخطوط الملكية المغربية طائرات كبرى لنقل الحجاج إلى السعودية، وهي الطائرات التي تُستعمل في تأمين الخطوط بعيدة المدى، لاسيما نحو أمريكا الشمالية. وكان وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أكد، في اجتماع لجنة البنيات الأساسية والمعادن والبيئة بمجلس النواب، أمس الثلاثاء، أن المطالبة بخفض أسعار تذاكر السفر على متن الخطوط الملكية الجوية لا يمكن أن يتم على حساب توازناتها المالية، على اعتبار أنها شركة تجارية. هذا التوجه أكده المصدر الذي تحدث إلى هسبريس إذ قال: "شركة الخطوط الملكية المغربية وإن كانت شركة مجهولة الاسم إلا أنها شركة تجارية، وخاضعة لمراقبة المجلس الأعلى للحسابات، ومن حقها أن تبحث عن تحقيق الربح، لأنها تنشط في مجال تجاري محض"، قبل أن يستدرك: "حين تكون هناك ضرورة لتقديم خدمة عمومية بتدخل من الدولة نتخلى عن الجانب التجاري، على غرار سنة 2021 إبان أزمة جائحة كورونا، حيث تم اعتماد أسعار جد منخفضة". وكشف المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، في اجتماع لجنة البنيات الأساسية والمعادن والبيئة بمجلس النواب، أن 85 في المائة من التذاكر بيعت بأسعار معقولة، وأن نسبة 15 في المائة من التذاكر هي التي ارتفع سعرها لأنها اقتُنيت في ذروة الطلب، وأن هذا النظام هو المعمول به لدى جميع شركات الطيران في العالم. في هذا الإطار، حمّل المصدر الذي تحدث إلى هسبريس الزبائن مسؤولية اقتناء التذاكر بأسعار مرتفعة، موضحا أن من اقتنوا تذاكرهم مبكرا حصلوا عليها بأسعار معقولة، وتابع: "في فصل الشتاء حين يقل الطلب تلجأ شركات الطيران المنافسة إلى خفض عدد الرحلات، تقليصا للنفقات، بينما تحافظ شركة الخطوط الملكية المغربية على جميع الخطوط التي تؤمنها، ولو بالخسارة، لأننا نؤدي واجبنا الوطني".