بمجرد إعلان مديرية الأرصاد الجوية عن هبوب رياح قوية عشية اليوم الجمعة، تكون مصحوبة بأمواج عالية يتراوح علوها بين 5 و7 أمتار على السواحل الاطلسية، حتى عبر العديد من المغاربة عن خشيتهم من تكرار المد البحري العالي، والذي سماه البعض "ميني تسونامي"، وشهدته بعض المدن الساحلية ليلة السادس من يناير الجاري. محمد بلعوشي، الخبير في الأرصاد الجوية، يقف موقفا وسطا بين التهوين والتهويل من هذه الظاهرة الطبيعية، حيث أكد في البدء أن "المغرب يشهد أول اضطراب جوي ممطر حقيقي للمغرب في هذا الموسم، وما عداه كان مجرد اضطرابات جوية متلاشية لا تأثير ولا وزن لها". وقال بلعوشي، في تصريحات لهسبريس، إن الأهم في الاضطراب الجوي الذي ستعيشه البلاد هو هطول أمطار الخير بعد فترة من انحباس الغيث، مشيرا في نفس الوقت إلى ضرورة "أخذ الحيطة والحذر من طرف مهنيي البحر والمشتغلين فيه خاصة أثناء المد البحري". وأفاد الخبير الرصدي أن المغرب يعرف أول اضطراب جوي من الواجهة الشمالية الغربية التي تعتبر البوابة الرئيسية للاضطرابات الماطرة، والتي عادة ما تهم كل أرجاء الوطن من شماله إلى شمال الأقاليم الجنوبية"، لافتا إلى أنه "هذا الاضطراب سيكون مصحوبا برياح قوية سرعتها بين 60 و 74 كيلومتر في الساعة". وزاد المتحدث أن قوة الاضطراب الجوي الذي ستشهده البلاد بدء من عشية الجمعة سيفضي إلى بحر هائج إلى قوي الهيجان، حيث سيبلغ علو الأمواج ما بين 5 إلى 7 أمتار، مردفا أن الاضطراب الجوي سيُسفر عما يسمى "عبابا" بحريا moule خطيرا. وتابع بلعوشي أنه "في العادة يحدث هذا الأمر في أعالي البحار شمال أو وسط المحيط الأطلسي، غير أن هذه المرة يوجد مركز الاضطراب الجوي في شبه الجزيرة الإيبيرية"، مشددا على أن الأهم في هذا الاضطراب هو حدوث تساقطات ثلجية أيضا في جبال الأطلس الكبير والمتوسط على علو يناهز 1400 متر". ولَفت بلعوشي، في تصريحاته لهسبريس، إلى أهمية مثل هاته التساقطات الثلجية للبلاد "ما أحوجنا إلى التساقطات الثلجية في هذا الوقت، باعتبارها خزانا للمياه في الفترة التي لا تكون فيها أمطار".