خَسر المغرب رهان تنظيم كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما انهزم صباح اليوم أمام الملف الثلاثي المكوّن من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، والمكسيك، بعدد الأصوات التي بلغت 134 صوتا لصالح "يونايتد" مقابل 65 فقط للمغرب. واستسلمت مجموعة من الدول العربية لإغراءات لعبة الكواليس، وأخرى انحنت لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فاختارت التراجع عن دعم الملف المغربي في آخر اللحظات، وهو ما هوّل من وقع صدمة المسؤولين المغاربة، خاصةً وأن فارق الأصوات فاق الضعف. ومنحت 15 دولة عربية صوتها للملف المغربي، ويتعلّق الأمر بكل من الجزائر، تونس، مصر، السودان، جنوب السودان، ليبيا، موريتانيا، الصومال، اليمن، عمان، سوريا، جيبوتي، قطر، فلسطين، وجزر القمر. فيما اختارت سبع دول عربية أخرى منح صوتها للملف الأمريكي، لاعتبارات متباينة، لكنها تصب في نفس الاتجاه المتعلّق بالمصالح والخوف من عقوبات ترامب، ويتعلق الأمر بكل من العراق، الأردن، الإمارات، الكويت، لبنان، البحرين والسعودية. وسبق للأردن ولبنان، على سبيل المثال، أن أعلنتا عن دعمهما للملف المغربي، خلال جلسات متفرّقة للقائمين على "موروكو 2026" ومسؤولي هاتين الدولتين، قبل أن تتراجعا في آخر لحظة، لتضغطا على زر "يونايتد 2026". وشكّلت القوة الدبلوماسية والسياسية وكذا الاقتصادية للملفين المتنافسين الفارق طيلة فترة الحملة الترويجية، التي وإن قام خلالها مسؤولو الملف المغرب بجهد كبير، إلا أنه لم يجد نفعا أمام جملة وحيدة دونها ترامب على حسابه في "تويتر". وبدت علامات الذهول والصدمة على وجوه القائمين على الملف المغربي، بقيادة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ورئيس لجنة الترشيح، مولاي حفيظ العالمي، خاصةً وأن فارق الأصوات فاق الضعف. ومن المفترض أن يخضع القائمون على الملف المغربي للمساءلة حول أسباب خسارة الرهان للمرة الخامسة، خاصةً وأن تكلفة الترشيح والترويج له كلف الملايير من المال العام، وأيضا حول سبب إصرار إدخال المغرب حربا فطن الجميع أنه سيخسرها أمام "البعبع" الأمريكي، الذي خرج حديثا من خسارة تنظيم كأس العالم 2022 لفائدة قطر، دون الحديث عن نفوذه التي تتوغل داخل ردهات "الفيفا" حد التحكم، ما جعل جياني إنفانتينو يعجز عن السيطرة على حياده المفترض ويبرز في غير ما مرة إعجابه واستحسانه للملف الأمريكي. ولعبت المملكة العربية السعودية، بقيادة تركي آل شيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، أدورا هامة في حشد دعم دول العالم لفائدة الملف الثلاثي الأمريكي، في "لعبة" ترشيح لتنظيم "المونديال" أجمع كل المراقبين على أن الحكم فيها كان "المصالح السياسية والاقتصادية".