أَبرز ما يميّز المنتخب المغربي هو خط وسط ميدانه، ومع إعلان الناخب الوطني، هيرفي رونار، عن لائحته لوديتي صربيا وأوزبكستان نهاية الشهر الجاري، يسارع اللاعبون المنادى عليهم لتأكيد أحقيتهم في المشاركة في كأس العالم المقبلة في روسيا. إحصائيات اللاعبين في هذه المراكز لا يمكن أن تكون إلا إيجابية وهم على علم بأنهم الأكثر حظا والأقرب لتمثيل المغرب في محفل المونديال الذي غاب عنه لأكثر من عقدين، وهو التشريف والتكليف الذي يتجاوب معه لاعبو هذا المركز بشكل جيّد مع فرقهم في الأسابيع الأخيرة. لائحة رونار لم تشهد مفاجآت في خط الوسط، فالأسماء التي ساهمت في التأهل حاضرة في وديتي المنتخب المقبلتين، والأرقام التي تبصم عليها مع فرقها في مختلف الدوريات الأوروبية تؤكّد ذلك، في حين اختار البعض تطوير مستواه حتى يضمن الرسمية في تشكيل الإحدى عشر. "Les casseurs de jeu" في حالة جيّدة ولا خوف على متوسّط ميدان الدفاعي في خط الوسط الدفاعي، يبلي اللاعبون المنادى عليهم البلاء الحسن، إذ لا نقاش عن أحقية العميد الثاني للمنتخب، كريم الأحمدي، لاعب "فاينورد روتردام" الهولندي، ف"تيرمومتر" الفريق الوطني يواصل تطوير مستواه وخبرته في الملاعب التي راكم في العشرين سنة الأخيرة تتحدّث عنه، رغم إصابته الأخيرة، والتي لم تكن مؤثّرة على مستواه، وهو نفس مسار ياسين أيوب مع "أوتريخت" الممارس في الدوري نفسه، إذ بات حاضرا في جل المباريات الأخيرة، ولعب عشر مباريات رسميا دون أخطاء. فيصل فجر، لاعب "خيتافي" الإسباني وعلى غير عادته، تراجع مستواه قليلا، لكن لا يمنع ذلك من أحقيته في الذهاب إلى روسيا، فاللاعب له مكانة خاصة في خطة رونار، ويتم الاعتماد عليه في إسبانيا رسميا في المباريات الأخيرة، حيث لعب هذا الموسم 26 مباراة، منها 17 أساسيا. في روتردام، ورغم أن الأحمدي يمتلك حظوظا أفضل، إلا أن زميله سفيان أمرابط يطوّر نفسه لمنافسته، ويحظى بثقة أكبر، حيث لعب 17 مباراة في الدوري الهولندي، سجّل فيها هدفا وحيدا، ويتنبّأ له الهولنديون بمستقبل كبير، وطالبوه في وقت سابق باختيار منتخب بلادهم، إلا أن قلبه فضل نفس منتخب شقيقه نور الدين أمرابط، فيما يلزم يوسف أيت بناصر، لاعب "كان" الفرنسي مزيد من الوقت بسبب غيابه في وقت سابق عن الميادين بسبب الإصابة، ما أثر في تطور مستواه في الدوري الفرنسي. نواة خط الوسط يواصلون الإبهار الأسماء الحاضرة في خط الوسط الهجومي لها أهمية كبيرة في تنويع اللعب، ورونار يصر في آخر المباريات على الاحتفاظ بنواة هذا المركز، حيث يواصل حكيم زياش مستواه الجيد مع "أياكس أمستردام" الهولندي، والنتيجة 27 مباراة رسمية، سجل فيها 6 أهداف، وأهدى 12 هدفا لزملائه في هولندا، إلى جانب أنه يتقاسم نفس المستوى المتميّز مع امبارك بوصوفة في دوري بعيد جدا عن مستوى "الإيريديفزه"، والذي يجاور "الجزيرة" الإماراتي، بمشاركته في 13 مباراة في مختلف المسابقات، وساهم في تسجيل 5 أهداف وسجّل منها هدفا وحيدا. في الدوري التركي، وبعد أن تأثّر بإبعاده عن الفريق الأول ل"غلطة سراي"، عاد يونس بلهندة لكسب ثقة مدربه فاتح تريم، واستحق الرسمية وأكّد رسميته بلعب 23 مباراة، سجّل خلالها هدفين ومرّر 8، ليكون من بين أفضل لاعبي ناديه في الفترة الماضية. رونار لا يهتم بكثرة الغيابات ويثق في حاريث وبوفال غاب الدولي أمين حاريث في آخر مباريات "شالكه" الألماني، لكن موهبته تسمح له بالمشاركة مع المنتخب، إذ فضّل مدرب ناديه الاحتفاظ به في دكة البدلاء خلال الشهر الجاري، وتعود آخر مشاركاته إلى نهاية فبراير الماضي أمام "بايرن ليفركوزن" في الدوري، وهي نفس معاناة سفيان بوفال في إنجلترا، حيث يعتمد عليه في "ساوثهامبتون" احتياطيا، ولم يلعب الكثير من الدقائق، ورغم ذلك، فرونار أصر على المناداة عليه إيمانا منه بموهبة اللاعب وبتقنياته الجيدة. لبيض يؤكّد أحقيته وأمرابط الفتى "المحبوب" لدى المغاربة من بين أهم الأشياء التي جعلت زكرياء لبيض، لاعب "أوتريخت" الهولندي يعود إلى المنتخب، هو الأداء الجيد الذي يبصم عليه، فاللاعب أصبح مؤثّرا مع ناديه وسجّل عشرة أهداف في 24 مباراة خاضها في الدوري، إلى جانب تمريراته الحاسمة التي ترجمت إلى 7 أهداف، وكان لزاما على رونار أن يتعامل بذكاء مع هذه الأرقام ليضمّه في لائحة مباراتي صربيا وأوزبكستان الوديتين. نور الدين أمرابط، الجناج الطائر لفريق "ليغانيس" الإسباني لم يبتعد عن المنتخب لسنوات، فقتاليته في الملعب وخصوصا على مستوى الأجنحة يؤكّد بها أنه اللاعب الذي لا يجب التفريط فيه، وقد لعب هذا الموسم 28 مباراة، سجل فيها هدفين في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا.