بدأت رياضة كرة القدم تحتل قيمة كبيرة عندما أصبح الجمهور طرفا أساسا في هذه اللعبة، فتعدى وظيفة التشجيع والمساندة المعنوي، إلى الدعم المادي للأندية من خلال دفع رسوم الانخراط واقتناء المنتجات التي تحمل العلامة التجارية للفريق. هنا بات الجمهور أكثر من مشاهد، بل صار شريكا أساسا في إيصال الفريق إلى مكانة متقدمة، والعديد من الأندية العربية لم تكن يوما معروفة، لكن إبداعات جمهورها على المدرجات جعلت أسمائها تتداول عالميا. في كل الرياضات يبقى الجمهور هو الدافع الأكبر الذي تخاض من أجله المنافسات وإسعاده بالنصر، هو الهدف الأسمى لكل رياضي ورياضية. وسط كل أندية الصف الأول بالمغرب يعد نادي الفتح الرباطي اليتيم الأكبر، ففريق بإمكانيات عالية، ينافس بشدة على لقب البطولة، ويحاول السير قدما ليكون ضمن أشهر الفرق المغربية، يجد نفسه في أهم المناسبات بلا هتافات.. بلا داعم.. وبلا مساند. إشكالية غياب الجمهور تضع الفتح الرباطي في مقارنة مع الأندية المبتدئة، رغم أن الفتح أقدم فريق مغربي من حيث التأسيس حسب أقوال بعض مسيريه، فالنادي تأسس باسم الأولمبي المغربي الرباطي سنة 1919، كما أنه فاز بلقب البطولة آنذاك 7 مرات. الولادة الثانية للفتح كانت عام 1932، حيث سيعاد تأسيس الفريق من جديد على يد مقاومين مغاربة سيرفضون تسجيله ضمن لوائح الجامعة الفرنسية، كنوع من الاحتجاج وعدم الاعتراف بالسيادة الفرنسية على المغرب، خلال تلك الفترة تم اختيار ألوان قميص الفريق التي لها دلالات مغربية، والتي لازال الفريق يعتمدها إلى الآن، أما الولادة الثالثة ل FUS كانت باندماجه عام 2003 مع نادي الاتحاد الرياضي المعروف بنادي التبغ الرياضي الذي بموجبه ترك الفريق البيضاوي مكانته في القسم الأول للفريق الرباطي. الفتح يتوفر على ملعب سعته 15000 متفرج، العدد الذي لا يملكه نادي العاصمة نظيره من الجماهير، وهذا الافتقار للمشجعين، يعزى على أن جل سكان العاصمة الرباط يميلون إلى مساندة الجيش الملكي نظرا لتاريخه الغني بالانتصارات والألقاب. الإدارة الحالية لل FUS تحرص على حل إشكالية الجمهور، وتضع هذه المسألة من بين الأولويات التي ينبغي إيجاد حلول سريعة لها، وفي السياق ذاته كشفت مصادر مطلعة ل "هسبريس الرياضية" أن عدد جماهير الفتح بدأ في تصاعد منذ أن شرع الفريق في استقبال مبارياته بمركب مولاي الحسن، كما أن النتائج الأخيرة خلال البطولة، فتحت أعين الناس على المستوى العالي الذي يتمتع به الفتح. وبانتخابه مجددا رئيس للنادي، وضع منير الماجدي الخطوط العريضة لمستقبل الفريق من خلال دعم التكوين، باعتباره الركيزة الأساسية للرياضة، كما أنه يسعى إلى خلق جيل من اللاعبين المحترفين، معتبرا أن النجاح وحده قاد على أن جلب الجمهور.