وَاثق الخطى يمشي أسدا.. هكذا أطل اللاعب الشاب نايف أكرد، وهو يهم بمغادرة مستودع ملابس ملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء، مساء السبت المنصرم، بعد ظهوره مع المنتخب الوطني المغربي في افتتاح بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين.. لبى النداء بكل عفوية، حيث كان فعلا الاستثناء ضمن المجموعة الوطنية. "أنا جد محظوظ بخوض مسابقة من هذا الحجم في سن الواحد والعشرين، فجميع اللاعبين المغاربة يمنون النفس بأن يحظوا بالمكانة التي حصلت عليها، وهي في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي". بهذه الكلمات عبّر أصغر لاعبي المنتخب الوطني "المحلي" عن شعوره بتمثيل القميص الوطني في أحد أوّل التظاهرات الرياضية القارية الكبرى التي يلعب فيها مدافع فريق الفتح الرياضي منذ انطلاق مسيرته الاحترافية. طلاقته في الحديث باللغة الفرنسية وتواصله السلس أمام "ميكروفونات" وسائل الإعلام، أظهرت جزءا من شخصية نايف أكرد.. ذلك اللاعب الشاب المتحرّر من ضغط الحدث الكبير الذي هو بصدد المشاركة فيه، خاصة وأنه حظي بثقة الناخب الوطني جمال السلامي للمشاركة الرسمية أمام المنتخب الموريتاني، في تشكيلة من اللاعبين يكبره عناصرها بسنتين على الأقل، كما هو الشأن بالنسبة إلى زميله "العميد" بدر باون.. وقد يتعدى الفارق تسع سنوات، إذا ما قارناه مع اللاعب عبد الرحيم السعيدي (32 عاما). من مواليد 30 مارس 1996 في مدينة القنيطرة، يعد نايف أكرد من "الأشبال" الذين تفتخر بهم أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، بحكم الوتيرة التصاعدية التي شهدها مسار اللاعب الشاب، منذ التحاقه بنادي الفتح الرياضي، الذي احتضنه وزجّ به بسرعة في معترك الكبار، إذ سرعان ما نقش اسمه على الساحة الوطنية بإحرازه لأوّل هدف "احترافي" في 15 فبراير 2015 وسنه لا يتعدى التاسعة عشرة آنذاك. أشرف بنشرقي، وليد الكرتي، بدر بولهرود وبدر بانون.. أسماء رافقت أكرد في أوّل إطلالاته "الدولية" قبل أن تؤازره خلال افتتاح "شان2018".. كان ذلك خلال صيف سنة 2015، خلال دوري "تولون" الإعدادي لتصفيات دورة الألعاب الأولمبية "ريو2016"، حينها خاض اللاعب مباراتين أمام كل من الصين والمكسيك، وهو الموسم نفسه الذي شهد ظهور أكرد المستمر في مباريات "البطولة" داخل تركيبة الفتح التي كانت تتبارى على لقب البطولة ومسابقة كأس الاتحاد الإفريقي. اسمه مشتق من ناف بمعنى ارتفع وارتقى في قاموس اللغة الغربية.. فكان اسما على مسمى لما ارتفعت أسهم "نايف" في أواخر شهر غشت سنة 2016.. لحظة تاريخية عاشها المدافع "الواعد" بعد استدعائه للمنتخب "الأول" من أجل خوض المباراة الودية للمنتخب المغربي أمام المنتخب الألباني، والتي شاركه خلالها أساسيا.. بقية الحكاية تألّق للاعب مع الFUS بقيادة المدرّب وليد الركراكي، توّجه أكرد بإحراز لقب البطولة مع الفريق مع متم موسم 2015/2016. صغر سنه وانضباطه التكتيكي، جعلا من نايف أكرد معادلة مهمة داخل منظومة فريقه محليا وقاريا.. طول القامة ولياقته البدنية مكنا اللاعب الشاب من التميّز في الكرات العالية دفاعيا وهجوميا، مع الإشارة إلى إمكانية توظيفه الجيّد في مركز الظهير الأيسر لإيجاده اللعب بالرجل اليسرى، كلّها مقوّمات انفجار موهبة كروية مغربية، إذا ما توفّرت لها الظروف السليمة من أجل صقلها، مع العلم أن هامش التطوّر يظل مفتوحا أمام أكرد للبروز مستقبلا، على صعيد الاحتراف في أحد البطولات الخارجية ورفقة المنتخب الوطني المغربي خلفا صالحا لسلف أسدى خدمات كبيرة للدفاع عن القميص الوطني.