سَبق للوداد الرياضي أن تعاقد مع مجموعة من اللاعبين الأجانب خلال الميركاتو الصيفي الماضي، لكن قلّة منهم من يعطي الإضافة ويقدم أداء يرقى إلى مستوى تطلّعات الفريق المتوّج بدوري أبطال إفريقيا. تعاقدات الفريق "الأحمر" في مرحلة الانتقالات الصيفية كانت محدودة جدا، إذ أصر الحسين عموتة، مدرّب النادي، على ضرورة اجتياز اختبارات تقنية وبدنية لأكثر من أسبوع للحسم فيها، وكاد يتورّط في مجموعة من الأسماء التي تبحث فقط عن التوقيع لأي فريق والاستفادة المادية، في حين أن البعض الآخر ظهر بوجه مقبول مقارنة مع "المختبرين"، ليجد نفسه داخل فريق يبحث عن الألقاب وينافس على أغلبها محليا وقاريا. شيكاتارا وداهو.. تعاقدات دون فائدة رغم أن عموتة وجد نفسه مضطرّا إلى الاستعانة بالنيجيري شيزوم شيكاتارا بعدما تم التوقيع له في العام الماضي، بعدما رافقته هالة إعلامية ضخمة، ظن بها الجميع أن اللاعب سينسي الجماهير في نجوم الفريق السابقين، لكن لا شيء من ذلك وقع، إذ ظل حبيس كرسي الاحتياط لمدّة طويلة وسجّل هدفا وحيدا في دوري أبطال إفريقيا السنة الماضية في مرمى زيسكو يونايتد الزامبي، ومنذ ذلك الحين، و"النجم" لا يدخل بانتظام وبات غير معني في فريقه، حتى التداريب أوقف منها في أكثر من مرّة بقرار من المدرّب. بخلاف شيكاتارا، تم التعاقد مع الإيفواري داهو نيكيز دون بهرجة إعلامية وبطريقة عادية، حيث فوجئ الوداديون بوجوده رسميا في مجموعة من المباريات الرسمية للفريق وهو يحمل رقم "10"، كما أعطيت له الفرصة في مباريات عديدة في الدوري الاحترافي وفي دوري الأبطال، ولم يستغلها بشكل جيّد إذ سجَّل هدفا وحيدا قبل أسبوعين في مرمى سريع واد زم، ولم يقنع بطريقة لعبه جماهير "الأحمر والأبيض"، كما يضيع فرصا عديدة ويغضب الأنصار الذين يتحسّرون على ضياع هدّافها السابق، الليبيري ويليام جيبور، المنتقل إلى "النصر" السعودي. كومارا وواتارا.. أفضل الانتدابات غياب الأجانب المؤثّرين في الهجوم لا يعني أن الوداد لم يقم بتعاقدات جيّدة، حيث تأكّد أن تعاقده مع الإيفواري شيخ كومارا والبوركينابي محمد واتارا كان مدروسا وليس اعتباطيا، إذ يبصم اللاعبان على أداء قوي في المباريات التي يشاركان فيها، وخير دليل على ذلك هو اعتماد عموتة عليهما في مباريات حاسمة، إذ لعب واتارا في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري في الإسكندرية، وقدم لقاء جيّدا بشهادة المختصين، في حين أن كومارا استغل فرصته بذكاء في أوّل مشاركة، وبات اليوم لاعبا رسميا في دفاع الفريق، نتج عنه تسجيله لهدف الفوز أمام الدفاع الحسني الجديدي في مؤجّل الجولة الرابعة من الدوري الاحترافي، الأربعاء الماضي. وينتظر الوداد بفارغ الصبر موسم الانتقالات الشتوية لتعزيز صفوفه، خصوصا في الشق الهجومي الذي عليه الارتقاء بمستوى الفريق المقبل على مجموعة من المنافسات الخارجية، أبرزها كأس السوبر الإفريقي ودوري أبطال إفريقيا في مشاركته الثالثة على التوالي، في مسابقة أحرز لقبها لثاني مرّة في تاريخه.