بعد تسع سنوات من هزيمته أمام أسود الكاميروني في المربع الذهبي لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 في غانا، يتطلع المنتخب الغاني إلى الثأر من الأسود والعبور إلى المباراة النهائية في النسخة الحالية من البطولة المقامة بالجابون. ويلتقي المنتخبان الكاميروني والغاني غدا الخميس في مدينة فرانسفيل بالمربع الذهبي لبطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين في صراع مثير على بطاقة التأهل للنهائي. ويرفع الفريقان ، اللذان فاز كل منهما باللقب أربع مرات سابقة ، شعار "لا مجال للخطأ" في ظل رغبة كل منهما في الوصول للمباراة النهائية والاقتراب خطوة مهمة على طريق استعادة اللقب الغائب عن كليهما منذ فترة طويلة. وكان المنتخب الغاني (النجوم السوداء) هو أول منتخب يحرز لقب البطولة أربع مرات لكن آخر هذه الألقاب الأربعة يعود تاريخه إلى عام 1982 فيما توج المنتخب الكاميروني بلقبه الرابع في 2002 بعد الفوز على نظيره السنغالي بركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة التي استضافتها مالي. ومع غياب اللقب القاري عن غانا منذ 35 عاما والكاميرون منذ 15 عاما، يتطلع كل من الفريقين إلى استغلال البطولة الحالية لاستعادة اللقب خاصة مع خروج أقوى المنافسين لهما خلال الأدوار الأولى من البطولة. وودع منتخبا كوت ديفوار حامل اللقب والجزائر المرشح بقوة للفوز باللقب البطولة من الدور الأول (دور المجموعات) في البطولة كما ودع منتخبا تونسوالسنغال البطولة من دور الثمانية علما بأن المنتخب السنغالي كان المرشح الأقوى للقب بعد العروض القوية التي قدمها في الدور الأول للبطولة. وكان العرض القوي الذي قدمه أسود السنغال في مباراتهم بدور الثمانية كفيلا بزيادة حجم التوقعات بشأن قدرة الفريق على المنافسة ولكن الفريق السنغالي سقط أمام المنتخب الكاميروني بركلات الترجيح اثر تعادلهما في المباراة. وجاءت هذه المباراة لتكشف عن الأنياب الحقيقية لأسود الكاميرون الذين لم يتوقع كثيرون وصولهم إلى المربع الذهبي للبطولة الحالية خاصة وأن الفريق افتقد جهود سبعة من لاعبيه الأساسيين في هذه البطولة لاعتذارهم عن عدم المشاركة في البطولة. ولهذا ، يتطلع أسود الكاميرون بقيادة مديرهم الفني البلجيكي هوجو بروس إلى مواصلة المغامرة وبلوغ المباراة النهائية ليصبح الفريق على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم واستعادة اللقب الغائب. ورغم تأثر المنتخب الكاميروني بشكل واضح بغياب عدد من لاعبيه الكبار والأساسيين حيث افتقد الفريق للمستوى الفني الذي كان عليه في نسخ سابقة ، بدا اعتماد الفريق بشكل كبير على النواحي الخططية بقيادة بروس إضافة إلى التألق الواضح لخط الدفاع وحارس لمرمى فابريس أوندوا الذي يمثل عنصر القوة الرئيسي للفريق في هذه النسخة. ولعب خط الدفاع وأوندوا دورا بارزا في الإطاحة بالمنتخب السنغالي من دور الثمانية كما كان للأسلوب الخططي الذي يتبعه بروس دور بارز في بلوغ المربع الذهبي. ولهذا ، سيكون على المنتخب الغاني التحلي بالحذر أمام أسود الكاميرون رغم فارق الترشيحات لصالح المنتخب الغاني في هذه المواجهة بعد العروض الرائعة التي قدمها المنتخب الغاني على مدار البطولة حتى الآن وعلى الرغم من هزيمته صفر / 1 أمام المنتخب المصري في ختام مبارياته بالدور الأول والتي جاءت بعدما ضمن فريق النجوم السوداء التأهل رسميا لدور الثمانية. ويضاعف من حاجة النجوم السوداء إلى الحذر في مباراة الغد أن منافسه حقق أكثر مما كان متوقعا منه في هذه النسخة التي خاضها بالعديد من العناصر غير الأساسية مما يعني أن أسود الكاميرون ستكون الأهدأ أعصابا في هذه المواجهة. كذلك، يمثل التدرج في مستوى المنتخب الكاميروني على مدار المباريات الأربع السابقة له في البطولة مصدر إزعاج لمنتخب النجوم السوداء الذي يطمح إلى الثأر من الأسود التي أطاحت بالفريق من المربع الذهبي للبطولة التي استضافتها غانا في 2008 . وكان المنتخب الغاني، رغم غيابه لمدة 35 عاما عن منصة التتويج باللقب القاري، هو الأفضل أداء من نظيره الكاميروني في النسخ القليلة الماضية حيث يخوض الفريق فعاليات المربع الذهبي للبطولة للنسخة السادسة على التوالي كما بلغ الفريق نهائي البطولة في نسختي 2010 و2015 . والآن، أصبح هدف الجوم السوداء بقيادة المدرب الإسرائيلي أفرام جرانت هو اجتياز مركز الوصيف وحمل كأس البطولة. ولكنه يحتاج أولا إلى اجتياز عقبة الأسود ويدرك مدى صعوبتها لاسيما وأن الهجوم الغاني القوي فشل من قبل في التغلب على دفاع الفراعنة في الدور الأول للبطولة وهو ما يعني حاجته لبذل المزيد من الجهد إذا أراد العبور للمباراة النهائية المقررة يوم الأحد المقبل.