ربما في ظروف أخرى كان سيصل غوارديولا مدينته المفضلة بقلب من حديد، خاصة أنه يعلم مكامن القوة والضعف في البلوغرانا، لكن القدر شاء أن يخوض المدرب الإسباني هذه الرحلة معطوب التشكيلة بعد غياب أرين روبن وشكوك حول رسمية روبرت ليفاندوفسكي، ليكون أقصى طموح المدرب السابق لبرشلونة هو التفوق على أصدقاء الأمس بالتعادل الثمين بملعب الكامب نو منتظرا مباراة العودة بملعب ألينز أرينا بميونخ. ووصل غوارديولا منتشي بدفاعه بعدما أثبت آخر تقرير لموقع "غوول"، أن البايرن وبحسب لغة الأرقام يزخر بأقوى خط دفاع بأوروبا مقارنة بكل المتنافسين على لقب دوري الأبطال هذا الموسم، حيث أعطى الموقع ذاته إحصائيات تبرز مدى تحصين النادي "البفاري" لشباكه، وإلى أي مدى يعد دفاع البايرن متماسكا مقارنة مع الفرق الأوروبية الأخرى. وفي ذات السياق ومع غياب عناصر مهمة في هجوم البايرن كشف الإعلام الأوروبي أن غوارديولا غالبا ما سيبتعد عن المخاطرة بفرض خطة هجومية، بل إنه سيلجأ إلى تحصين مرماه والبحث عن التعادل خارج قواعده في انتظار عودة باقي عناصر الفريق من الإصابة، حيث سيكون البايرن مكتمل الصفوف خلال مباراة الإياب التي ستعقد يوم 12 من الشهر الحالي على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ الألمانية، باستثناء الهولندي روبن الذي يبقى بين الخانتين. ويضع المدرب الإسباني ثقة كبيرة في المدافع المغربي مهدي بنعطية لوقف زحف الثلاثي البرشلوني ليونيل ميسي ولويس سواريز، ونيمار، حيث بدى اهتمام غوارديولا بعميد المنتخب الوطني خلال مباراة النادي "البفاري" الأخيرة أمام بايرن لفركوزن برسم الدوري الألماني بعدما امتنع المدير الفني لبايرن ميونخ عن إقحام اللاعب المغربي منذ بداية المباراة مفضلا منحه الراحة الكاملة، حيث زج به في الدقائق الأخيرة، مبرزا من خلال موقفه نوياه في إبقاء بنعطية بعيدا عن إجهاد النفس أو احتمال تعرضه لأي إصابات في انتظار الاعتماد عليه بشكل رسمي أمام برشلونة في ربع نهائي "تشمبونسليغ". من جهة أخرى صرح اللاعب الدولي المغربي بالأمس للموقع الرسمي لبرشلونة أنه لا يشعر بالخوف من مواجهة لاعبي برشلونة، كما أعرب "الكابيتان" أنه متشوق ومتحمس لخوض مباراة من هذا النوع، كما أنه لم ينف أن مواجهات ربع نهائي دوري الأبطال تحمل صعوبة وضغط كبير على اللاعبين والمدربين غير أنها مكسب وخبرة لأي شخص يمارس كرة القدم كيفما كانت صفته.