هناك مبالغة في الهجوم على عزيز البدراوي. حد شتمه. حد أنهم يعيرونه بمهنته. كما أن هناك أيضا مبالغة في الدفاع عنه. وفي نصرته. حد وضع تاج على رأسه. حد تقديسه. حد الإسراف المريب في مديحه. واعتباره المخلص والمنقذ للرجاء. ودونه لا شيء. ودونه الخراب والإفلاس. مع أنه ظهر للتو. ولم يكن موجودا. ولم يكن في الرجاء. وبمجرد أن ظهر هذا الرجل. وبمجرد أن أعلن عن نيته الترشح لرئاسة نادي الرجاء البيضاوي. ظهر معه مناصروه الكثر. وصفحاته الكثيرة في الفيسبوك. ومواقعه الإلكترونية. وذلك في ما يشبه معجزة. كما ظهر معه أعداؤه. و الرافضون له. و المنقبون في تاريخه. وظهرت الصفحات المناوئة له. في ما يشبه معجزة ثانية مضادة للمعجزة الأولى. إذ في ظرف وجيز حصل عزيز البدراوي على كم هائل من المساندين. وعلى كم هائل من الرافضين له. وفي كل يوم تلتحق به صفحة. وفي كل يوم يلتحق به موقع إلكتروني. وفي كل يوم يلتحق به صانع محتوى. ومنذ الدقيقة الأولى ظهرت أعمال تعلي من شأنه. و تؤسطر سيرته الذاتية. وظهر من يتحمل عناء تعريف الناس به. كما ظهرت فيديوهات مشيدة به. لكن يبدو أن خصومه والرافضين له بدورهم لا يستسلمون. ويبذلون مجهودات جبارة كي يفشل. وينفقون بدورهم. ويعبئون الجمهور الرجاوي ضده. ويرفضون هذا الرئيس الذي سقط من فوق على الرجاء. و يبتزونه. ويضغطون عليه كي لا يفقدوا مواقعهم. ولو تم جمع كل هذه المبالغ التي يتم إنفاقها في تلميع صورة المرشح وفي الهجوم عليه. لما ظلت هناك أزمة داخل الرجاء. و لحصل الفريق على الانتدابات التي يحلم بها. لكن يبدو أن الأطراف المتصارعة في ما بينها قادرة على شراء الصفحات. وعلى جعل المواقع الإلكترونية. وهي كثيرة. في صفها. وقادرة على الإنفاق بشكل مبالغ فيه. لكنها غير قادرة في كل مرة على تسيير واحد من أكبر الأندية في المغرب. وغير قادرة على أن تكون في حجم هذا النادي. وفي حجم جمهوره. فلا يمكن لأي شخص أن يضع المواقع والأنصار في صفه. ويعتني بهم. ويحدب عليهم. ويجعلهم يتغزلون فيه. من أجل الرجاء فقط. لا يمكن لأي شخص مهما كان صادقا أن ينفق كل هذه الأموال على الصفحات وعلى الإعلام وعلى ترويج صورته حبا للرجاء. لا يمكنه أن يضحي بثروته لأنه مهووس بهذا الفريق. لذلك علينا أن لا نكون سذجا ومغفلين ونصدق مثل هذا الترويج وهذه الإعلانات. ولا يمكن بالمقابل أن يحدث كل هذه الهجوم وكل هذا التلميع لصورة مرشح لرئاسة الرجاء من أجل لا شيء. وهكذا. وبشكل عفوي. وبريء. ودون أي دافع. ودون أي مصلحة. وساذج ومغفل أيضا من يظن أن كل هذه الحملات والحملات المضادة بريئة. ودون مقابل. وبالمجان. وأي متتبع لما يحدث. وأي مشجع. سيشعر أن ما يقع مريب. و أن لا فرق بين من يقود حملة لصالح المرشح. وبين من يهاجمه. لذلك فهذه الحماسة الزائدة لنصرة المرشح تثير الكثير من الشكوك. وتظهر أنها غير طبيعية. كما أن هذا الهجوم عليه والذي يستعمل الأسلحة المحرمة. ويقود حملة ضد عزيز البدراوي دون أي سبب معلن. مشكوك في أمره هو الآخر. وفجأة. وفي ظرف وجيز. ودون سابق إنذار. ظهر مرشح. وأعلن مكتب عن استقالته. وانقسم الإعلاميون. والمدونون. والمؤثرون. وصناع المحتوى. والجرائد والمواقع. والصفحات. حول من مع البدراوي ومن ضده. والكل متحمس. والكل يحاول أن يكون في المستوى. والكل يبالغ في الحب وفي البغض. بينما البدراوي بقميصه الأخضر يقوم بحركات رياضية في إنستغرام. والحملات على أشدها. ونادر من لا يزال على الحياد في هذه الحرب القائمة. وفي هذه المعركة حول من سيحصل على نادي الرجاء البيضاوي. ومن سيحافظ على موقعه فيه. ومن سيحصل على نصيبه وعلى حصته. ومن سيغطيه إعلاميا. ومن سيصبح ناطقا رسميا باسمه. أما الموقف الصحيح أما ما يجب على كل رجاوي "حقيقي" القيام به في الوقت الحالي فهو الانتباه إلى كرم المتحكمين في الرجاء. وقدرتهم الكبيرة على الدعاية وعلى الإنفاق. وحين يحتاج الفريق إليهم يتخلوا عنه ويتحدثون عن الأزمة. ويذرفون الدموع. لكن ما العمل أيها الرجاوي. وهل نشارك في الحملة. وهل نبالغ في دعم عزيز البدراوي. أم نبالغ في الهجوم عليه. أم ننتظر المرشح الغائب. والرئيس المنتظر.