بن بركة قبل مايكون زعيم عالمي لليسار كان رجل دولة مغربي..كاينين مئات الصور وهو يستقبل محمد الخامس ثم مع الحسن الثاني اللي قراه الرياضيات في المدرسة المولوية وسط القصر قبل الاستقلال. كان السيد أول رئيس للمجلس الاستشاري وكانت عندو مهام رسمية كثيرة..مع اشتداد الصراع على السلطة واللي وقع بداية الستينات كل واحد شد طريق وبن بركة دفعته اختيارات الحسن الثاني للقطيعة خصوصا مع محاكمات صورية للاتحاديين كل ساعة.. -في منفاه كان الحسن الثاني أرسل ليه رسالة من أجل العودة والتفاوض، نصها: "عندي شي معادلات وكنتساك تجي تعاوني تحلهم.." علاش؟ حيث السيد أصبح رمز عالمي ..تخيل تكون انت الحسن الثاني واش غادي تكون غبي لدرجة تقتل أبرز وأشهر وجه في المعارضة ديالك؟ راه باينة كل الاتهامات غادي تتجه لك..بل يقدر تفقد ثقة أكبر حزبين معارضين عندك وربما يؤدي مقتله إلى ثورة عارمة تطيح بالنظام.. -اللي وقع في الغالب أن تحركاته ازعجت الامريكان والفرنسيس والموساد وهم من اختطفه وقتلوه في ظروف غامضة. الفرنسيس، المعروفين بغباءهم في مثل هذه العمليات، بعدما مات ف يدهم اتجهوا لاتهام المغرب وتحدثوا عن الدليمي واوفقير اللي "مشاو لفرنسا سريا وعذبوه وأنهم شراو بالفلوس عميلين من البوليس " وغيرها من الاكاذيب التي لا تدخل العقل..واللي لايعرفه الكثيرون ان هاد الحملة الاعلامية صدعات النظام المغربي بزاف لدرجة ديك الساعة ان رئيس الأمن الوطني الدليمي دار خطوة عجيبة ومثيرة : مشا عام 1967 بدون موافقة الحسن الثاني وهز طيارة وقدم راسو للقضاء الفرنسي عن طواعية..حققوا معه وحاكموه وطلقوه بعدما قدم ليهم الدليل على براءته ..و بالتالي براءة النظام المغربي من دمه وكاين فيديو شهير للدليمي وهو راجع للمطار. -القول ان بنبركة عميل للمخابرات التشيكية وانها تعطيه مصروفا كل شهر فنظري تخربيقة..السيد رمز عالمي واش غادي يمشي يكتب التقارير ويكلف بمهام حقيرة يقدر يديرها أي مخبر ؟ الا دار شي حاجة راه يديرها عن قناعة كونه اشتراكي بحال التعاون مع شي منظمة سياسية تابعة للسوفيات . ثم علاش يخلي السوفيات الراس الكبيرة ويمشي يخدم مع نظام دمية بحال نظام التشيك! بحال الا هما اصلا قادرين يقررو بلا شوار الكرملين والكاجيبي. المعارضين المغاربة ديك الساعة كانو مشتتين مابين فرنسا والجزاير وليبيا..وتا واحد فيهم ما كان مجرد جاسوس حقير كايخدم من اجل الفلوس..كانت عندهم قضايا ومبادئ كافحوا عليها ..وكانوا بصدق يؤمنون ان الجزاير والسوفيات حلفاء لهم حيث يشتركون في الايدولوجيا..واش عمرك شفتي شي واحد بدون مبادئ وكايبغي غير الفلوس يغامر بسنوات من حياته فالسجون والتعذيب ! تسريبات المخابرات ماعمرها تعتبر موثوقة علميا ولا اكاديميا وكل تسريب لشي معلومة يكون لسبب وغاية ما وخا لسنوات قادمة..لو كان بن بركة جاسوس وبلا قضية وبلا مبادئ وبغا غير الفلوس ..علاش يمشي للسوفيات والامريكان وهو بكل بساطة كان يقدر يتصالح مع الحسن الثاني ويعطيه اللي بغا..كان من الممكن أن يكون الرجل الثاني في النظام. الراجح، أن بن بركة كان زعيما يشار له بالبنان في مصاف كيفارا ومانديلا حينها..و قد كان واضحا في مشروعه الثوري.. وكان لما وصل باريس يخطط على المستوى العالمي ولم يكون يضع المغرب بين عينيه فقط٬ والمخزن ليس غبيا ليقتله بتلك الطريقة.. والراجح أن الفرنسيس والأمريكان اختطفوه للتحقيق بعد ان ازعجهم بتحركاته لانشاء منظمة عالمية جديدة ، فلما مات تحت التعذيب روجوا للأكاذيب ومن بينها كونه جاسوسا للسوفيات ثم قالوا قتله المغرب ثم قالوا قتله الموساد بأمر من الحسن الثاني..وغيرها من الأراجيف. وقيل، ولا تقل لأحد، أن البصري لما استقر في فرنسا بداية الألفية ، حرك البشير ابن المهدي قضية أبيه التي يحقق فيها قاض فرنسي مرموق ومحترم، وقال المحامون : "يا سيادة القاضي..إن شاهدا مهما نصب يديك وناظريك! " فتحرك القاضي وطلب شهادة البصري عبر الإعلام وقال البصري لهم : مرحبا ! – أو تدري مافعله الفرنسيس: لقد جاء القاضي الفرنسي المحترم النزيه اللي لم يستطع حتى أمر الدولة الفرنسية بالإفراج عن أرشيفها فيما يخص القضية بسبب مايسمونه " غيزون ديطا" . البصري كان ذكيا لأنه يعرف حقيقة الفرنسيس ودولتهم العميقة التي لا تعرف لا قضاء نزيها ولا حرية تعبير ولا سيدنا عبو الريح..بينما كان مصير بن بركة كما نعرف..لأنه وثق في شعاراتهم.