[email protected] أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في حوار أجراه مع مجلة "ذ بارليمانت ماݣازين"، عن تمسك المملكة المغربية بإتفاق بوقف إطلاق النار، تزامنا وإحتفاظها بحق الرد بشدة على أي تهديد قد يطال أمنه، مشددا على إستعدادها للدفاع المشروع عن نفسها. وأفاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال حديثه عن تداعيات انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأممالمتحدة سنة 1991، أن جبهة البوليساريو إعتادت القيام بأعمال غير قانونية وممارسة الإبتزاز وأعمال العصابات في المنطقة العازلة بالݣرݣرات وشرق الجدار الدفاعي، فضلا عن انتهاك الإتفاقيات ذات الصلة والتغاضي عن دعوات الأمين العام للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن في هذا الصدد من سنة 2016. وشدد الوزير، أن شهر نونبر الماضي شهد أيضا تكثيفا لخروقات البوليساريو وتجاهلا بيّنا للقانون الدولي، بعرقلة حركة البضائع والأشخاص بين أوروبا وغرب إفريقيا عبر المعرب بالكركرات، مشيرا أن المغرب إستلهم مبدأ ضبط النفس ولازال، موضحا أن ذلك ليس ضعفا بل نتيجة لكونه فاعلا مسؤولا ملتزما بالمعالجة متعددة الأطراف والمؤسساتية للقضايا ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للمنطقة. وأورد ناصر بوريطة في سياق متصل، أن منطقة الصحراء الكبرى والساحل تواجه تحديات من قبيل الإرهاب، والجريمة المنظمة والتهريب، مؤكدا على التزام المغرب المباشر مع الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، خاصة من خلال السعي إلى وضع حد للسلوك العدواني لجبهة البوليساريو. وأبرز ناصر بوريطة في معرض حديثه للمجلة، أن المغرب فسح المجال أمام الجهود الرامية للتهدئة وعودة الوضع لديناميته السابقة في الݣرݣرات، بيد أنها فشلت، ما إستوجب من المغرب التدخل في إطار حقوقه وواجباته، مشددا أن العملية غير الهجومية، من دون أية نية قتالية، تمت وفقا لقواعد التزام واضح، لاستعادة حرية الحركة، مبرزا أن الأمر كان مهما للمغرب الذي لا يدخر أي جهد للمساهمة في استقرار وتنمية منطقة الساحل. وشدد ناصر روريطة من جانب آخر، أن المغرب إعتاد إستعمال مقاربة متعددة لأبعاد لمجابهة التحديات الأمنية، والإنسانية والبيئية المتعددة التي تواجه منطقة الساحل، مسترسلا أن المغرب الذي تجمعه روابط قوية وتاريخية مع دول الساحل، يعتبر التعاون الإقليمي مهما بشكل خاص لإدارة الحدود في مكافحة الإرهاب وحماية الوحدة الترابية. وختم ناصر بوريطة بتأكيد إنخراط المغرب وإبراز مساعيه في الجانب الديني عبر برنامج تدريبي كامل للأئمة تستفيد منه عديد الدول الشريكة بمنطقة الساحل وإشاعة الإسلام السني المعتدل، مشيرا أن مقاربة التعاون الديني تحظى بترحيب واسع من لدن المجتمع الدولي وستشكل نموذجا للتعاون الديني مع دول أخرى بالمنطقة.