تقول بعض التقارير إن كل النتائج التي حققها فريق ليفربول هي بفضل الخوارزميات. وبفضل الذكاء الاصطناعي. ولتوفره على قاعدة بيانات طريقة لعب آلاف اللاعبين. وكل الأندية التي يواجهها ليفربول يعرف تحركاتها بالتفصيل. ويعرف نقاط ضعفها. ونقاط قوتها. ويعرف المساحات التي تتركها فارغة. وإليها يتم قذف الكرة ليتلقفها ساديو ماني أو محمد صلاح. والذكاء الاصطناعي هو الذي يوجه اللاعبين. وهو الذي يخبرهم بما لا تصوره الكاميرا. وبالتموقعات التي لا نراها في النقل المباشر. وهو الذي يرسم الخطة. وهو الذي يدلهم على ثغرات الفرق المنافسة. وهو الذي يحقق لهم الفوز كل مرة. لكن خبرا كهذا قد لا يعجب الذين يعتبرون أن المدرب الألماني يورغن كلوب هو الأفضل في العالم. وأن كل ما حققه ليفربول في السنوات الأخيرة كان بفضله. ولن يصدقوا أن “البيغ داتا” هي المدرب الحقيقي. أما يورغن كلوب فهو يشتغل في الواجهة فقط. وأن دور المدرب في المستقبل سيقتصر على لياقة اللاعبين البدنية. وسيكتفي بالوقوف في خط التماس. ليفرح بالأهداف. وليحتج على القرارات التحكيمية. فحلف يورغن كلوب. يشتغل في نادي ليفربول علماء فيزياء وبرمجيات. كما يوظف النادي دكتورا في الفسلفة. وحين جاء يورغن كلوب إلى نادي ليفربول وجد هؤلاء قد سبقوه. وأعدوا له كل شيء. وكم من شخص يقول إن ليفربول يلعبون اليوم مثل آلات. وكأنهم مبرمجون. ورغم أنهم لا يتوفرون على لاعبين من حجم الذين تتوفر عليهم أندية مثل مانشستر سيتي. وريال مدريد. وبرشلونة. ورغم أنهم ليست لهم ميزانية كبار أوربا. فهم يسيطرون حاليا على الكرة في إنجلترا وفي أوربا وفي العالم. وهم الأفضل. وهم الأكثر استقرارا في النتائج والأكثر إقناعا. وإذا كان كل هذا صحيحا. وإذا كان مدرب ليفربول الحالي هو السيد ذكاء اصطناعي. و مساعدته هي السيدة خوارزمية. وزميلتها البيغ داتا التي تمنح الفريق كل المعطيات التي يحتاجها. وعن طريق قاعدة البيانات. فإنه سيكون بمقدور الأندية أن تختار نوع اللاعبين الذين ستتعاقد معهم. وحين سيبيع ليفربول محمد صلاح ستقترح عليهم اللاعب الذي سيعوضه. والذي يناسب الفريق أكثر من غيره. ولذلك لم ينفق ليفربول مالا كثيرا. ولم تفشل التعاقدات التي قام بها. مقارنة ببرشلونة مثلا. التي تشتري اللاعبين بالثمن الخيالي ثم تكتشف أنهم ليسوا كما كانت تظن. فتعيرهم بعد ذلك إلى البايرن. فهل هذا يعني أن الكرة لم تعد كرة. وأنها انتهت. وأن المدرب مات. وصار دوره مقتصرا على إحماء اللاعبين. وعلى تحفيزهم. ثم ما موقف الفيفا. وهل لا ترى أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي هو نوع من الغش. وهو منشطات من نوع آخر. وأن في اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي وتوظيفه تمييز بين الأندية. وأن الخوارزيات هي ضد اللعب النظيف. وتشكل خطرا على اللعبة. وتقودها إلى حتفها. وألا يتطلب هذا الأمر خلق بطولة طبيعية بين أندية بشرية. بلاعبين يخطئون. ويراوغون. وبجمهور طبيعي. وأخرى بين الخوارزميات. وبين فرق يسيرها العلماء. ويتحكم في نتائجها الذكاء الاصطناعي. حيث الفوز للأكثر تطورا. والشومبيونز ليغ لمن يتوفر على أضخم بيغ داتا. وأمام هذه التسريبات. أليس من حقنا أن نتساءل ما إذا كان ميسي بشرا. ومن لحم ودم. أم أنه خدعنا خلال كل هذه السنوات. والذي كنا نتفرج فيه هو خوارزمية قصيرة القامة مصنوعة من بيانات ليتبارسكي ومارادونا وماريو كامبس ومن خلايا جذعية برغوثية مصفاة وسيقان أرانب برية. ومن حمض نووي لقنفذ. مستفيدا من خاصية تكوره. والتفافه على نفسه أثناء السقوط. وأثناء التاكلات التي يتعرض لها. ومن يدري. فقد لا يكون ميسي حقيقيا. وقد لا يكون لاعبا. بل آلة. بل خوارزمية. و ألا يستدعي ذلك فتح تحقيق في كل النتائح التي حققها برشلونة. وسحب كل الألقاب التي حصلت عليها. وبما أن العالم صار قرية صغيرة. فإننا لسنا بمنأى عن غزو الذكاء الاصطناعي للبطولة الوطنية الاحترافية. وسوف توظف أنديتنا الخوارزميات بالتدريج. وطبيعي ألا يتركها ابراهيم النقاش تمر في البداية. وسيعترض طريقها. وسيرفضها. ولو تطلب منه ذلك البطاقة الحمراء. والطرد. وطبيعي أن يصر زكرياء حدراف على مراوغتها وعلى التغلب عليها بالاعتماد على نفسه وعلى ذكائه الطبيعي. ومهارته البشرية. ولو كانت الخوارزمات متوفرة في المغرب. ولو اعتمدت الجامعة على الذكاء الاصطناعي. لما احتج أحد على التحكيم. ولاستعان الرجاء البيضاوي بفريق من الخوارزميات ليلعب بها مباراته المؤجلة ضد الدفاع الحسني الجديدي. ولما وقع ما وقع.