في وقت يحتفي فيه مؤتمر CyFy2018 بالسيد إلياس العمري. وفي وقت يكرم فيه الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة بالهند، ويسلمه السيد سونجي جوشي، رئيس مؤسسة الأبحاث والدراسات بنيودلهي درع المؤتمر. نشغل نحن أنفسنا بفضائح حزب العدالة والتنمية. وبغراميات وزرائه. غير مهتمين بهذا الإنجاز الذي حققه إلياس العمري. وكعادتنا نركز على الأشياء التافهة، ولا نعير اهتماما للعلماء، وللمفكرين، ولكفاءاتنا التي بلغ صيتها الهند والسند. ووسط هذا الإسفاف، وهذه التفاهة المتفشية، وهذا الاهتمام بالقضايا الهامشية، لا بأس من التذكير أن “مؤتمر CyFy يعتبر فضاء مثاليا لإجراء مناقشات حول الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية للأمن المعلوماتي وإدارة مخططات الفضاء الإلكتروني”. وحين كرم سونجي جوشي إلياس العمري، ومنحه درع المؤتمر، فإنه لم يفعل ذلك اعتباطا. ولم يكن التكريم مجاملة كما يظن البعض. بل اعترافا بإلياس العمري، وبريادته في تطوير برامج big data وبإنجازاته العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي. حتى أن علماء السبرنطيقا المجتمعين حاليا في نيوديلهي يلقبونه بالسيد big data. وقد خصص المؤتمر حلقة دراسية للاستفادة من تجربة حزب الأصالة والمعاصرة في تجميع معطيات رقمية ضخمة لعدد كبير من الأحزاب والشخصيات المتتافرة في حزب واحد، كما دعا المؤتمرون إلى الاستفادة من هذه التجربة التكنولوجية، وإلى ضرورة تطبيقها في الدول الصاعدة، وذات الكثافة السكانية الكبيرة. وتحدثوا عن ضغط معطيات الأحزاب في بعضها البعض. وتحدثوا عن شكل متطور من الWinrar. وتحدثوا أكثر عن مهندس هذا الضغط السياسي الذي اسمه إلياس العمري، الذي نجح في تكديس ملفات مختلفة وكثيرة، وتسهيل الولوج إليها، قبل أن تستفيد من اختراعه شركات التجارة الإلكترونية في العالم، وتجمع كبرى شركات الويب من فيسبوك وأمازون وآبل وغوغل على الخدمة التي قدمها لهم في جمع معطيات سكان الكرة الأرضية الافتراضيين.. لكن للأسف الشديد، فنحن منشغلون بيتيم، وبغرامياته، وبالأمور السطحية، ونهمل العمق. وبعد الدرع التي تسلمه إلياس العمري في نيودلهي، فإن أخبارا تروج حول عرض مغرب قدمه له عمالقة الويب، والمعروفون اختصارا ب GAFA، وحول تنافس شديد حول من سيفوز بصفقته بين غوغل وأمازون وفيسبوك وآبل. ورغم ذلك فإنه يرفض كل العروض المقدمة له. ويفضل أن يبقى رئيسا لجهة طنجةتطوانالحسيمة. وأن يستفيد منه المغرب. وبتواضع طلب منهم في الهند ألا يلقبوه بالسيد big data، وتحدث لهم عن انشغاله بالإخوان المسلمين أنموذجا. وعن بحوثه حول الرقاقة التي تتحكم في عقولهم. لكن لا كرامة لنبي في وطنه ومطرب الحي لا يطرب ولا خبر صغير، ولا حديث عن هذا التكريم في الصحافة، والكل منشغل بالسفاسف، وبأخبار الحب، وبالتدليك.