يعرف الطب أن للتغذية الفيغانية، أي النباتية البحتة، تأثيراتها الايجابية والسلبية في صحة الإنسان. كما يعرف أن هناك أمراضا، تقلل التغذية الفيغانية الإصابة بها وأخرى تزيد هذه الاحتمالات. يطلق على الممتنع عن تناول المنتجات الحيوانية أيضًا، مثل الجبنة والبيض، اسم “الفيغاني”. ونشرت مجلة” نيوترينتس” (المغذيات) تقريرا ل”لجنة الأطباء للطب المسؤول”، يقول، وفق ما نقلته “إيلاف” في ترجمتها باللغة العربية، إن التغذية النباتية البحتة (الفيغانية) عند المعرضين للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري تحسن عمل خلايا بيتا في البنكرياس، وتقلل مقاومة الجسم للإنسولين، وتبعد بالتالي خطر الإصابة بهذا النوع من السكري عن البدناء.
معروف من دراسات سابقة أن تغيير نظام التغذية عند البدناء، المعرضين وراثيا للإصابة بالنوع الثاني من السكري، يقلل مخاطر الإصابة بالمرض. كما سبق لدراسة أجراها المعهد الفنلندي للوقاية من السكري أن أثبتت أن مخاطر الإصابة بهذا المرض تنخفض إلى النصف عند تقليل وزن البدين 4 كيلوغرامات فقط.
فقدان وزن… خطر أقل
حاول أطباء “لجنة الأطباء للطب المسؤول” معرفة تأثير التغذية الفيغانية في أوزان ومخاطر التعرض للسكري الثاني من خلال دراسة شملت 38 متطوعا من البدناء، الذين لم يطلهم السكري بعد، لكنهم من المعرضين له.
أثبتت الدراسة، بعد مرور 16 أسبوعًا من التغذية الفيغانية، أن المتطوعين فقدوا 4,5 كيلوغرامات من أوزانهم، منها 1,2 كيلوغرام فقط من الكتلة العضلية.
المهم أن عملية استقلاب الغلوكوز تحسنت في أجسادهم، وتبدى ذلك من خلال فرز أفضل للإنسولين، وانخفاض واضح في مقاومة الجسم لهذا الهرمون المهم. انخفض مؤشر الغلوكوز بمقدار 2,6 وحدة، ولم يؤثر تناول الكربوهيدرات كثيرًا على مستوى الغلوكوز بعد تناول الطعام.
لاحظت هانا كاليوفا، رئيسة فريق العمل، أن خفض نسبة الدهون في الطعام بنسبة 17,9 في المئة، مقارنة بتغذية مجموعة المقارنة، قلل تراكم الدهون والشحوم في أكباد المتطوعين. ومعروف أن الكبد المتشحم يعتبر اليوم من أهم العوامل التي تؤدي دورا مهما في نشوء مقاومة الجسم للإنسولين، وبالتالي الإصابة بالسكري من هذا النوع.
وكتب العلماء في مجلة “نيوترينتس” أن نتائج الدراسة لا تمنح البدين المهدد بالسكري مناعة ضد السكري، لكنها تعد بأبعاد خطر الإصابة بالسكري. ومن المرجح أن تعود المخاطر مجددا عند التوقف عن ممارسة هذا النوع من الحمية الفيغانية، ويحتاج العلماء إلى دراسات أخرى لمعرف إذا كان الاستمرار على التغذية الفيغانية سيزود المريض بنوع من الحماية.
البطيخ المر مفيد
يحمل البطيخ المر، أو الخيار المر، الاسم العلمي مامورديكا كارانتيا. تعلم العالم الشمالي والغربي تناوله من الصينيين والهنود. يقول الباحثون الآن إنه يتمتع بتأثير سحري في مستوى السكر الدموي.
يعرف الأطباء الشرقيون عن تأثير البطيخ المر الخافض للسكر في الدم منذ قرون، لكن العلماء الألمان يقولون الآن إنهم اكتشفوا الآلية التي يعمل بها مامورديكا كارانتيا على الغلوكوز في الجسم. ويجني الفلاحون في آسيا وأفريقيا وجنوب أميركا هذا النوع من “الفاكهة” قبل نضوجها كي يستخدموها في علاج السكري وفي الطبخ.
منح العلماء الألمان من معهد البحوث الغذائية في جامعة غيسن خلاصة البطيخ المر إلى مصابين بالسكري الثاني.
وكتب الباحثون في مجلة “الطبيب الألماني” أن تناول عصير البطيخ المر قلل نسبة السكر في الدم بشكل ظاهر بعد 8 ساعات من الصيام. والمهم أيضًا أن تناول عصير البطيخ المر أوقف أيضا حاجة المرضى إلى الأدوية.
وذكر البروفيسور ميشائيل كرافنكلر أن تأثير عصير البطيخ الخافض للسكري بعد الصيام يزداد بازدياد تناول كميات العصير. وأضاف أنهم عثروا في خلاصة البطيخ المر على مواد مفيدة، أهمها مادة “فايتوستيرين”، وهي مادة نباتية ثانوية معروفة بقدرتها على خفض السكر في الدم.
وتكمل مادة “فايتوستيرين” أجزاء مهمة من عمالية الاستقلاب في الجسم، ومن استقلاب السكر، كما تعتبر جزءًا مكملًا لهرمونات تدخل في وظيفة الاستقلاب.