مسجد باريس المقرّب من الجزائر، اتحاد المنظمات الإسلامية المقرّب من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين يتوفران على وحدات لتكوين الأئمة، لكن اتحاد مساجد فرنسا، المقرّب من المغرب، يا الله طفات عليه الشمعة، وفكّر يدير "معهد لتكوين الأئمة والمرشدات" الذي من المنتظر أن يفتح أبوابه في شتنبر 2018. آجي نشوفو علاش هاد التأخر وآش واقع تمّا غير بعيد عن تجربة "هنا" وبارتباط مع ما يقع تحت سلطة إمارة المؤمنين. ولنبدأ من النهاية، فقد قرر، قبل يومين، مجلس إدارة اتحاد مساجد فرنسا، القريب من المملكة الشريفة، والذي يرأسه محمد الموساوي، والذي تم التجديد له "بالإجماع" لولاية ثانية من ثلاث سنوات، أن يفتح ابتداء من دخول شتنبر 2018 معهدا لتكوين الأئمة والمرشدات. هاد الشي بحال معهد محمد السادس اللي كاين في الرباط، ياك؟ نعم أصلا هذا المجلس كان يعوّل فقط على التجربة المغربية، وخصوصا أن هذه التجربة، حسب بلاغ للموساوي، "معترف بها في هذا المجال على المستوى الدولي"، ومعروفة ب"تلقين إسلام وسطي"، طبقا "لقيم الانفتاح والتسامح"… وكان هذا الاتحاد المقرب من المغرب يكتفي ببعث طلبة إلى المملكة نظرا للتكلفة المرتفعة لتأسيس معهد بفرنسا، وقلة المكوّنين من جهة ثانية (خصوصا في علاقة بتشتت المسلمين ومذاهبهم وتوجهاتهم). وقد استقطب معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات بالعاصمة الرباط طلبة من فرنسا، وأيضا من دول إفريقية كمالي وغينيا أو عربية كالإمارات العربية المتحدة والكويت وتونس. لكن ماذا تغير حتى يغير الاتحاد رأيه؟ أولا معهد باريس (المقرب من الجزائر) يحتضن مركزا للتكوين خاصا به وأيضا اتحاد المنظمات الإسلامية المقرّب من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، له مركزان، واحد بسان دوني والآخر نوفير! ثانيا، حصل الاتحاد من مسجد إيفري كوركورون، الذي يخضع لعملية تجديد، على "الجزء الثقافي من المسجد"، ليقيم فيه مركزا للتكوين، على أن يتكلف معهد محمد السادس بالرباط بالتكوين وذلك لمدة ثلاث سنوات، في انتظار أن يتمكن الخرّيجون من أن يصبحوا مكوّنِين في المركز ذاته، حسب المعطيات التي قدمها الموساوي. ويبدو أن الموساوي مرتاح لهذا الأمر لأن مجموعة من الأئمة الفرنسيين لايستطيعون الانتقال إلى المغرب وأيضا لأن هذا الانتقال والتكوين في المغرب يطرح إشكالات داخل فرنسا، على اعتبار أنه يجب تكوينهم في بلادهم حسب مجموعة من قادة الرأي وخصوصا في الفترة الانتخابية التي تعيشها البلاد. وأيضا بعد الجدل الذي أثاره أخيرا "ميثاق الإمام" الذي أصدره المجلس الفرنسي للدين الإسلامي الذي يفرض ارتباط أئمة فرنسا بالدين الإسلامي وقيم الجمهورية. وتعول الحكومة الفرنسية على الفيدرات الإسلامية لخلق وحدات تكوينية للأئمة لا تتضمن فقط مواد دينية مع جسور مع الجامعة في العلوم الإنسانية على الخصوص.