يعود بنكيران بعد غيبة دامت نحو أسبوع، للتعليق على فوز عقدة حياته وكابوس منامه الياس العماري في الانتخابات الاخيرة، وانتخابه رئيسا لجهة طنجةتطوانالحسيمة. بنكيران لم يستفق بعد من صدمته الكبيرة، فرغم قيامه بحملة ضخمة استعمل فيها الطائرات الخاصة، وسخر لها وسائل الدولة، واستعمل فيها صفته الحكومية، وجعل لها موضوعا وحيدا هو شيطنة شخص الياس العماري، يفاجأ بأن غريمه قد فاز في الانتخابات بما يقرب من خمسين ألف 50000 صوت، ربما لم يستطع بنكيران تجميع نصفها عندما كان يترشح بسلا. أن يترشح الياس في جهته ودواره فهو وسام على صدره، ومن ولد بدوار أو بمدشر، وانتمى للمغرب العميق يفهم دواعي قرار العماري، ويدرك سر تتويج أهل المنطقة لابنهم المولود بدوار لايزال لا يتوفر على طريق معبدة رئيسا للجهة الجديدة. هذا المعطى، يفهمه بسهولة ودون كثير شرح بنات وأبناء مغرب الهامش، ومن حق أبناء هذه الجهة أن يعتبروا أن من يقحم نفسه في علاقتهم برئيس جهتهم الياس العماري، كمثل الوسخ الذي يحاول أن يندس بين الظفر واللحم. لكن من المرجح أن رجلا كبنكيران ينتمي لعائلة فاسية كبيرة، وولد بالعاصمة الرباط، ومحيطه العائلي درسوا بمدارس البعثة الفرنسية، ومسنود من عدة جهات ظاهرة وخفية، ساعدته على الوصول لما وصل إليه، سيشعر بالضيق والانزعاج لوجود رجل أمازيغي عصامي قادم من هامش المغرب، يزداد قوة كلما انهالت عليه الضربات، وتزداد شعبيته يوما بعد يوم، وأصبح محور الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة وكل الندوات الصحفية التي عقدها. الياس العماري ابن أمنوذ لم يكن ولن يحتاج لشهادة اعتراف من بنكيران ولا من غيره، يكفيه حب وخوف مواطنين بسطاء عليه، ودعواتهم الصادقة، وتضامنهم معه وهو يتعرض لأبشع حملة تشويه وتشهير في التاريخ السياسي الحديث، جندت لها إمكانيات ضخمة سيأتي ذات يوم أوان الخوض فيها . نعم، ممكن جدا لشخص مثل عبدالإله بنكيران أن يتدرج في المسؤوليات، من قيادي بتنظيم سري، لأمين عام حزب سياسي، لرئيس حكومة، لكنه قطعا لن يفلح أبدا في أن يحمل لقب الزعيم، للزعامة شروط ومواصفات، والسي بنكيران قطعا لا يتوفر على الكثير منها.