بعد أن نشرت جريدة "المساء" مقالا على صدر الصفحة الأولى لعدد الثلاثاء الماضي يتضمن وقائع يحكيها مستثمر مغربي حول ما أسماه ب"النصب والاحتيال" من طرف عائلة قيوح في قضية بيع سيارة "هامر"، سارع عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، إلى نشر تكذيب للخبر في أكثر من منبر صحافي دون أن يكلف نفسه إرسال توضيح إلى جريدتنا يشرح فيها وجهة نظره فيما نسب إليه أو يقدم دلائل ملموسة تثبت عكس ما صرح به المستثمر المغربي. لقد تعمد السيد الوزير بث الكثير من المغالطات في التصريحات التي قدمها لبعض وسائل الإعلام المغربية دون أن يذكر أن كاتب هذا المقال اتصل به أكثر من 10 مرات صباح يوم الأربعاء الماضي، بل وبعث له برسالة هاتفية يعرف فيها بنفسه وباسم المؤسسة التي يشتغل فيها دون أن يكلف نفسه عناء الرد، وهو تصرف ليس غريبا أو جديدا ترسخ في الثقافة السياسية المغربية. ولأن الجريدة تؤمن بمبدأ الرأي والرأي الآخر، حاولت "المساء" الاتصال بالمستشار البرلماني علي قيوح لمعرفة وجهة نظره في الاتهامات التي وجهها إليه المستثمر المغربي. في الوهلة الأولى، أجابنا سائقه الخاص مؤكدا أن قيوح يقود سيارته"وسيجيبك بعد حين"، بعد مضي ربع ساعة بالضبط، اتصلت به مرة ثانية قبل موعد إقفال الجريدة(البوكلاج)، ومرة ثانية يجيبني سائقه الخاص حرفيا "سي علي ميقدرش يهضر ولكن قال لي راه هادشي كذوب وهاداك ممستثمر ماوالو وعندنا وثائق لكتثبت هادشي ليكانقول، واتصل بسي عبد العزيز قيوح إيزيدك المعلومات، ولكن هاداك غير كيكذب وكيلفق التهم". لم أتوقف عند هذا الحد، وعاودت الاتصال بعبد الصمد قيوح لكن دون جواب. لقد التزم المقال بأقصى درجات المهنية والموضوعية مستندا إلى شكايات ودعاوي قضائية ووثائق نتوفر عليها دون أن يقحم صاحب المقال نفسه في الموضوع، وكل فقرات المقال مقتبسة من رسالة وجهها المستثمر المغربي إلى مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ومن دعوى قضائية رفعها المعني بالأمر بشأن ما أسماه ب"النصب والاحتيال".
لم يكن الغرض من نشر هذه الحيثيات، الاحتماء بمنطق التبرير، بقدر ما كان توضيحا صريحا لبعض حيثيات تحرير الخبر، وإذا كان السيد الوزير لجأ إلى منطق التشهير في منابر إعلامية عديدة في حق جريدة"المساء"، فإننا نقول له"إن منطق التهديد والوعيد لن يخيف أحدا، ولن يكون ظهرنا منحنيا إلى الدرجة التي تسمح للبعض بمهاجمة الصحافة والصحافيين، وسنبقى أوفياء للرسائل النبيلة لهذه المهنة التي أراد الكثيرون في هذه البلاد النيل منها بشتى السبل" ونضيف: "وحده القضاء سيحسم في القضية، ونحن في الجريدة متيقنين أننا كنا على صواب في تناول الخبر وفق لما تقتضيه أخلاقيات المهنة، ولسنا في حاجة إلى من يقدم لنا دروسا في المهنية وما استتبع ذلك من الاتهامات وقديما قال الصحافي الروسي الشهير قسطنطين سيمونوف"إن مهمة الصحافة هي سد ثقوب الوطن.."...وللحديث بقية ...