خطاب الملك محمد السادس ليلة امس بمناسبة ثورة الملك والشعب سيظل تاريخيا. ليس لانه اول خطاب للملك بعد فضيحة العفو الملكي عن دانييل مغتصب 11 طفلا مغربيا والذي خلف استياء عارما لدى المغاربة دفعه الى سحب العفو والاعتذار لعائلات الضحايا، بل لانه اظهر انتقادا غير مسبوق للحكومة الحالية في ملف تدبيرها للتعليم. فقد قال الملك ان الحكومة الحالية لم تعمل على تعزيز مكتسبات مخطط البرنامج الاستعجالي لميثاق التربية والتعليم بل بل تم التراجع، دون إشراك أو تشاور مع الفاعلين المعنيين، عن مكونات أساسية منه، تهم على الخصوص تجديد المناهج التربوية، وبرنامج التعليم الأولي، وثانويات الامتياز". واضاف "من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جديد، خلال كل خمس سنوات، متجاهلة البرامج السابقة علما أنها لن تستطيع تنفيذ مخططها بأكمله، نظرا لقصر مدة انتدابها". منبها الى مغبة "اقحام القطاع التربوي في الإطار السياسي المحض، ولا أن يخضع تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية".
وطالب باعتماد النقاش الواسع والبناء، في جميع القضايا الكبرى للأمة، لتحقيق ما يطلبه المغاربة من نتائج ملموسة، بدل الجدال العقيم والمقيت، الذي لا فائدة منه، سوى تصفية الحسابات الضيقة، والسب والقذف والمس بالأشخاص، الذي لا يساهم في حل المشاكل، وإنما يزيد في تعقيدها.
مقابل هذه الانتقادات للحكومة اظهر الملك ارتباطا وثيقا للشعب. فلم يسبق لخطاب ملكي ان اظهر هذا الارتباط. من امثلة ذلك قوله "ان مصارحتي لك، شعبي العزيز، في هذا الشأن، منبثقة من الأمانة العليا التي أتحملها في قيادتك ذلك أن خديمك الأول، لا ينتمي لأي حزب ولا يشارك في أي انتخاب. والحزب الوحيد الذي أنتمي اليه، بكل اعتزاز، ولله الحمد، هو المغرب.
كما أن المغاربة كلهم عندي سواسية دون تمييز، رغم اختلاف أوضاعهم وانتماءاتهم . إذ لا فرق بين رئيس بنك وعاطل، وربان طائرة وفلاح ووزير. فكلهم مواطنون، لهم نفس الحقوق، وعليهم نفس الواجبات".