بأيادي ناعمة ومعرفة علمية وتجربة نضالية وجرأة مواقف ووجه حسن وابتسامة طفولية ستقود نبيلة منيب سفينة الحزب الإشتراكي الموحد بعد أن اعتلت عرش أمانته العامة يوم الأحد 15 يناير أثناء الجلسة الثانية من الدورة الأولى للمجلس الوطني، بالمقر المركزي للحزب بالدار البيضاء. لم يسبقها أي من النساء لقيادة حزب له مكانته في الساحة السياسية المغربية، فقبلها كان القيادي محمد بنسعيد أيت يدر قد وضع الحزب في سكته لينتقل من العمل السري في إطار منظمة 23 مارس إلى العمل العلني تحت اسم منظمة العمل العمل الديمقراطي الشعبي، قبل أن يخلفه محمد مجاهد.
بعد أن جرب الحزب حنكة وكاريزماتية أحد القيادات التاريخية في المقاومة وجيش التحرير، وبعدها وصفة طبيب، بدا أن مناضلي الحزب احتاجوا إلى تركيبة كيميائية جديدة تفك طلاسيم السياسية في مرحلة عرفت زخما من الأحداث في ظل الثورات بالمنطقة وكذا حراك الشارع المغربي وتنامي الإحتجاجات وأيضا تبني دستور جديد رفض أعضاء حزبها المصادقة عليه بل ومقاطعة أول انتخابات تشريعية في ظله.
بعد أن صوت برلمان الاشتراكي الموحد المكون من 101 عضوا على لائحة نبيلة منيب بعد سحب لائحة محمد العوني، وحصولها على 48 صوتا من أصل 80 وتصويت 22 ب"لا" وامتنع 9 أعضاء من المجلس الوطني عن التصويت، تكون الأستاذة الجامعية المتخصصة في البيولوجيا أول امرأة تنتخب أمينا عاما لحزب سياسي بالمغرب في إشارة لا تخلو من دلالة لإعادة الإعتبار للمرأة بعد أن تراجع حضورها في تركيبة حكومة لا تنتظر منها نبيلة منيب أن تغر من واقع البلاد شيئا.
طيلة الثلاث سنوات المقبلة تقود نبيلة منيب الأم لثلاثة أطفال، وفق معطيات حصلت عليها "كود"، سفينة الحزب الإشتراكي الموحد، وهي التي خبرت لسنوات منذ التحقت بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1985 كل خبايا التنظيم وربطت علاقات وطيدة مع قياداته، بل وجالت جل فروعه بالمغرب، وظلت صوتا مدافعا عن عن الحرية والتقدمية وحقوق النساء.
رغم عضويتها في حزب سياسي لكنها عضو أيضا، حسب معطيات حصلت عليها "كود"، في منظمة أطاك المغرب المناهضة للعولمة وعضو أيضا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ولأنها مربية أجيال في الجامعة فهي حريصة على الدفاع عن الجامعة في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي، لكنها أيضا امرأة مواقف حيث ساندت حركة 20 فبراير منذ البداية واشتغلت في لجنة دعم الحركة، وفي موقعا الجديد ستعطي المناضلة الملتزمة نفسا جديدا لحزب قوي بمواقفه لكنة بحاجة لإيصاله صوته للجماهير التي يدافع عن قضاياه.