حتى جائزة نوبل للسلام شوهها العرب. كل شيء يفقدونه قيمته، ويفقدونه معناه. لا يجب منح شيء للعرب. لا تجب الثقة فيهم. يجب تركهم وشأنها يقتلون بعضهم البعض. إنهم يسيئون إلى العالم، وإلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإلى الحضارة. لا خير يرجى منهم. حتى نوبل أفقدوها معناها. حتى السلام جعلوه ملتبسا وغير واضح. فقد عشنا وسمعنا أن قطر دولة عظمى عشنا وسمعنا توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام تصرح بأن هناك محاولات فاشلة للنيل من قطر العظمى. عشنا وسمعناها وهي تعترف: أحبك يا قطر ونصرك مثل القضاء والقدر. فعلا ظلمت نوبل توكل كرمان. ظلمتها لأنها تحب قطر أكثر من السلام. وظلمتها لأن قلبها مع قطر أكثر مما هو مع الشعب اليمني. لم تقل يوما عن اليمن الحضارة القديمة إنه دولة عظمى. لكنها تحب الإخوان وممول الإخوان أكثر من السلام وأكثر من أي شيء في هذه الدنيا. ظلمتها نوبل وظلمها مادحوها لأن السلام في نظرها لا معنى له إلا إذا حكم الإخوان المسلمون العالم العربي. ظلمها الجميع حتى صارت ترى قطر دولة عظمى. قد تكون قطر دولة جميلة. قد تكون صحراؤها رائعة. وقد تكون غنية وصغيرة مثل عقلة أصبع. وقد تكون موفرة لفرص العمل وكريمة مع من يحبها. لكن من الخرف أن يقول عنها شخص عاقل إنها دولة عظمى. في قطر نظام سخرة وفي قطر يستعبد العمال الآسيويون والعرب وفي قطر يموت الأجنبي وليس من حق أحد أن يسأل لماذا مات. وفي قطر لا توجد أحزاب وفي قطر لا توجد حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان في قطر توجد حياة ما قبل التاريخ وما قبل الحضارة في قطر المرأة شيء أسود وأحيانا يضع نظارات ثم تأتي توكل كرمان وتصفها بالدولة العظمى العظمة يصنعها التقدم وتصنعها القوة ويصنعها في حالات نادرة عدد السكان لكن كم عد سكان قطر إنهم أقل من سكان القرية في سلا وأقل من سكان محافظة في اليمن وأقل من سكان حارة في مصر ولم يجرؤ هندي مثلا أن يسمي الهند دولة عظمى القذافي وحده فعلها مع ليبيا لأنه القذافي ولأنه كان مجنونا يمكن لشخص أن يحب قطر وهناك في المغرب من يحبها لأنها غنية وليس لأنها عظمى هناك من يحبها لأنها تدعم الإخوان وتقدم الدعم هناك من يحبها لمجرد الظهور في الجزيرة أو السفر إلى الدوحة وهناك من يحبها من أجل المال ويحبها عزمي بشارة ويحبها القرضاوي ويحبها أحمد منصور لأسباب معروفة ويحبها الإرهابيون لأنها تتحفظ على تسميتهم بالإرهابيين ويحبها الأمريكيون لأنها توفر لهم قاعدة لضبط المنطقة ويحبونها لأنهم يقومون بتجارب في العرب وهي تساعدهم في ذلك ويحبونها لأنها ساهمت في تعريب إسرائيل وصرنا نسمعها ناطقة بلغة الضاد وهذا مفهوم ويمكن للعقل أن يستوعبه أما إذا كنت حائزا على جائزة نوبل للسلام فجريمة أن تقول إن قطر دولة عظمى كما لو أنك قبلت الجائزة وأنت ضد قيمها ورمزيتها وضد أن تتحمل مسؤولية الفوز بها لقد ظلمت نوبل توكل كرمان إنها ليست داعية سلام بل داعية قطر وإخوان فقط. وقد أعلنتها صراحة: أحبك يا قطر يا دولة عظمى وقد يتبعها صحفيون مغاربة ويتبعها إسلاميون ومرتزقة يغنون ككورس خلف توكل كرمان يا قطر يا دولة عظمى بينما السيد نوبل يتقلب في قبره والسلام يبكي. لأن العرب لا يحبون الحرية ولا يحبون التقدم يتظاهرون بذلك فقط وبعضهم يعشق بدل ذلك قطر والبعض الآخر يعشق السعودية وأينما كان المال والظلام.