إذا كان الإعلامي المحترم غسان بن جدو قد عبر وباختصار عن أسباب استقالته من قناة الجزيرة في جملة واحدة "حان وقت الرحيل" ، بدعوى بأنه لا يريد أن يكون شاهد زور ،والزور كما يراه هو الإعلام الذي يدعو إلى التحريض... ، وأن القناة منحازة إلى الثورات المطالبة بالديمقراطية والحرية...... غسان بن جد التونسي الأصل ، حسب تصريحاته انه عرض عليه منصب من وزير وأكثر من ذلك مشيرا الى الرئاسة في بلده ورفض؟وقرر ان سيعود إلى تونس كمواطن فقط .. لكن السؤال المطروح هو أن لغسان الآن مشروع إنشاء قناة فضائية جديدة تحت اسم" الميادين "هذه القناة التي سترى النور في الشهور القليلة، وفي ظرف قياسي ،والدوافع الكبير هو أن هناك مخاض عسير في الوطن العربي على مستوى الحرية والديمقراطية والاجتماعي من شان قناته أن تكون حاضرة في هذه التطورات ،وقناة جميلة ومريحة وهو يريد الوصول إلى موقف سياسي أرقى ،وبالتالي منحاز إلى مشروع مقاومة الاحتلال للأراضي الفلسطينية ، والحريات والديمقراطية، ويريد تقديم صورة لا تسيء إلى إنسانية الإنسان ،ويريد أن يقدم فكرا جيدا ،وهو يرفض التطرف الديني الذي يؤدي إلى بروز طوائف مذهبية ، والقناة موجهة بالأساس إلى شباب الميادين؟ ميادين الجهاد وهو يقصد فلسطين ؟ والتحرير، وان الشباب سيكون له مجال واسع للإنتاج ضمن مولوده الجديد .... المتتبع لأقوال بن جدو،يلاحظ انه يريد التكفير عن ذنبه، الذي ارتكبه أثناء تقديم استقالته وفي اعز أيام التغيير بقطيعة مع" شباب الميادين ". منحاز إلى قضايا وليس متحيزا ، منحاز إلى الحرية، إلى فكر ديني متميز، وان الحكومات العربية ولا المعارضة ستكونان حاضرتين في القناة بفسيفسائها ...،وانه منحاز الى نمط ديني معين يحترم جميع الديانات ... وإذا كانت قناة "الميادين"حريصة أن تنقل الواقع والإحداث التي يشهدها العالم بكل أمانة ، فهل كا نت هذه الوقائع التي عصفت بمجموعة من الأنظمة الفولاذية ،تغيب فيها المصداقية ؟ هل فرار بن جدو من قناة "الجزيرة "يتطابق مع فرار بن علي ؟ - هل هو خوف من الانتقام من طرف المعارضة لكلامه الموجه من طرف قناة الجزيرة ؟ - - هل انحيازه الفكري البعيد عن هموم الميادين هو الدافع إلى استقالته؟ - - مادمت قناته الجديدة موجهة أساسا وانطلاقا من التسمية الى "شباب الميادين" ،الذي كان فيها غائبا ؟ أليسوا أنفسهم المطالبين بالحرية وكرامة الإنسان والى التغيير بصفة عامة ؟ - أليس " برنامجه المفتوح " خير معبر عن الحرية والطلاقة وبدون حدود؟ - - كيف سيواجه الأ حداث في قناته الجديدة وهي التي تحمل نفس العنوان ؟ - _ لعل المشاهد العربي ستتجه أنظاره، ولو مؤقتا إلى هذه القناة ، ليستمتع بديكور مغاير لقناة الجزيرة ، ولما لا فهو العارف بخبايا الديكورية؟ وسيجد نفسه أمام اجترار لإخبار الجزيرة مكرها أخاك لا بطلا ... - إذا كانت" قناة الميادين" ،الميادين السياسية والكروية وتصبح عندنا مجانا "ميادين+10"مباشرة من الميادين الكروية العالمية ؟، لشباب التغيير هل سنستمتع بنقل مباشر لهذه الأحداث الإنسانية المعبرة عن همومه ؟ وإذا كان كذلك، فما الفرق بينها وبين الجزيرة ؟ أم بسير سير الإعلاميين الجزائريين وغيرهم الذين استقلوا كذلك من نفس القناة ،دون الدخول في مناوشات في حكوماتهم جميل هذا الاسم ،ونتمنى أن تكون خير ناقل لكل ما يدور في ميادين التحرير ، من الإبداعات بمختلف أنواعها.... كيف لا وميدان التحرير باليمن أنجب "جائزة نوبل للسلام"..؟ كيف إذن سيواجه بن جدو كل هذه المستجدات فوق الميادين و المطالبة بالتغيير وإعادة الاعتبار لانسانية الإنسان ؟ أم أن غسان بدأ منذ الآن يسوق لقناته استعدادا لنشاطها خاصة في شهر رمضان؟ مما يفسر أنها ستكون منحازة لفكر ديني معين ؟ وسيما وأنها سوف تبث على ما أعتقد من بيروت ويغني مع مارسيل خليفة معا " نحن أهل الجنوب.".....؟ إذا أيام قليلة تفصلنا أن نستمتع بإعلام بطاقة متجددة ،من صاحب التجربة ،والإعلامي التونسي المتميز ،لرسم خريطة جديدة منسجمة مع مرحلة التغيير ،تغيير العقليات ،والإعلام الحر الذي يخدم الإنسانية...... كما أننا سنرى أوجه الالتقاء والاختلاف بين قناتي الجزيرة وقناة الميادين ......