أشار الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية، محمد مبديع، إلى أن المواطن هو المسؤول عن الرشوة والفساد والتطبيع معه من خلال المبادرة إلى ذلك طواعية. وحسب ما صرح به مبديع خلال حضوره مساء يوم الأربعاء 10 فبراير الحالي، ببرنامج "مباشرة معكم" الذي يبث على القناة الثانية، "فإن دراسة قامت بها وزارته أكدت أن المواطن هو المبادر لاقتراح الرشوة عندما يرغب في قضاء بعض مصالحه الإدارية". وأضاف مبديع، "أنه على المواطن أن يكون هو المبادر لرفض هذا الابتزاز والامتناع عن تقديم رشوة والتبليغ عنها". وعند مواجهته بقضية عبد الرحمان صاحب "شريط الزفت" الفاضح للغش في صفقة عمومية، الذي أراد التبليغ عن الفساد فتم إعتقاله، قال مبديع " إن اعتقال شاب جمعة سحيم غير مرتبط بتبليغه عن الفساد ولكن لكون الموضع مرتبط بالسب والشتم". وأضاف مبديع في ذات البرنامج أن نفس الدراسة التي قامت بها وزارته أكدت أن 36 في المائة من الذين أرادوا قضاء حاجياتهم الإدارية تعرضوا للابتزاز، وأن أزيد من 80 في المائة قبلوا بهذا الابتزاز وقدموا رشوة، و7 في المائة تخلوا عن تلك الخدمة بشكل نهائي عند تعرضهم للابتزاز، بينما أقل من 1 في المائة فقط هم من أبلغوا عن هذا الابتزاز". وفي ذات البرنامج قال محمد المسكاوي رئيس "الشبكة المغربية لحماية المال العام"، "إن مسؤولا كبيرا في التعاضدية العامة للموظفين محكوم بالسجن النافذ ابتدائيا واستئنافيا على اثر قضية فساد، ولازال يتوفر على جواز سفر يتنقل كما يريد خارج المغرب، فيما شاب أراد التبليغ عن فساد بجماعته تم اعتقاله، وهو الامر الذي سيمنع المواطنين من التبليغ عن الفساد والغش خوفا من أن يلقوا نفس المصير، معتبرا –المسكاوي- "أن الحكومة حاربت في استراتيجيتها الفساد الصغير وتركت الفساد الكبير".