إن أول زهرة ذبلت في ما سمي بالربيع العربي ،والتي نبثث تحت أنقاض خريف أحداث 11 شتنبر ،وبأسمدة البرجين العالميين ، هي شخصية" صدام حسين "التي تصدت للزحف الصفوي الفارسي بالهلال الخصيب ،تناثرت أوراقها بمباركة الولاياتالمتحدة الاميريكية ،وخريطة طريق طفلها المدلل إسرائيل ..واعية بخطورة ما وصل إليه العقل العراقي من تطور حضاري وفكري ، ، وصلت فيه نسبة الأمية التي كادت أن تكون كفرا إلى الصفر ،واعتبارها أول دولة عرفت التلفزيون ..وأول جامعة عربية يدخل إليها الحاسوب والتكنولوجيا المتطورة وأول ..وأول.....أبانت عن قدرتها وكفاءتها أثناء حرب الخليج الأولى .. أصبح الصغير والكبير ،يتسابق إلى اللقب بشجاعة صدام ، وسميت جميع المصنوعات باسمه ...لهذا لا بد من خلق ذرائع ،لتحطيم الذاكرة الحضارية للأمة العربية ،انطلاقا من مهدها ،سواء في بابل ،أو آشور ،ونينوى... وتلجيم صوت كاظم الساهر ،حتى تتحويل " سمراء " التي تغنى بها والتي يسر من رآها ،إلى يأسف من رآها ...مضيقها ، الأممالمتحدة، ومندوبي باقي دول العالم ..وبانتقاء أحسن الممثلين الشيعيين ،المطبقين لتعليمات المخرج..للوصول إلى مبدع ومهندس ،هذا البلد :صدام حسين " الذي شرف الدول العربية ..والنهضة التي تشهدها..... مرت الأحداث وتوالت الفصول ،اتخذ فيها الربيع الأمريكي منحى آخر في اتجاه أفغانستان،بحثا عن رأس آخر، أكثر إزعاجا لدول الغرب ، خوفا من استخدامه أسلحة متطورة مدمرة للعالم ... بعد انتهاء هاتين المهمتين ،على الدول الغربية ،تصويب خطتها ،نحو خطوط الطول والعرض ،والى باقي الدول العر بية، بما فيها تلك التي صفقت لطلائع الدول الغربية ،وهي تجتاح العراق ...ولكن هذه المرة بأسلحتها فقط ،ضد الشعوب العربية نفسها ،لتغيير مسار عجلة تطورها ...وإلهائها عن قضاياها المصيرية ...إلى حين استنزاف قواها ،وتشل حركتها وتقدمها ..ضمانا لسلامة إسرائيل.. مات "صدام" ولكنه مازال حيا ،مادام يقاس عمر الإنسان في أعماله ،لأن الجميع الآن بات يردد: ليث صدام يعود يوما ،ليشهد ما فعل الربيع .. مع العلم أن إحدى القوائم الأردنية في الانتخابات المحلية ،ثبتت اسم صدام على واجهتها ،وبرنامجها السياسي ،ولخطورة الأمر ،مادامت رفعت المال السياسي كشعار ،طلبت اللجنة العليا للانتخابات ،تغيير هذا الاسم بقائمة " شرف الأمة " ... صدام وعي بخطورة الوضع العراقي و العربي بصفة عامة ،والمخططات الخارجية ،التي تسعى إلى طمس الهوية العراقية ،جندت له طائفة شيعية ،دخلت من بابه الواسع عبر دبابات حديثة ... لكن استفاق العراقيون من سباتهم ،بعدما انتهت 7 أيام" الباكور" ،في اعتقادهم ،أن الأمور ستسير إلى الأحسن ،ووجدوا أنها نحو الأسوأ...دفعهم بالاستغاثة بصدام حسين ،لإصلاح ما أفسدته السنوات بعد شنقه .. ،دفع العراقيين للخروج في احتجاجات هي الأولى من نوعها ،في جمعة العزة ،في المحافظات ذات الاغلبية السنية ، تواصلت على مدار أسبوعين ،رافعة مجموعة من الشعارات ،منها " لا للديكتاتورية"وإطلاق كافة السجناء والسجينات .. والوحدة بين السنة والشيعة ..كماطالبت باستقالة " نوري المالكي " كما عبر عن ذلك "اياد علاوي "من القائمة العراقية ،الذي صرح بأنه ضد الطائفية منذ توليته الحقيبة الوزارية الملطخة الأولى... تقع هذه الاحتجاجات اليومية في أغلب المدن السنية ،واليد اليمنى لصدام ونائبه ،"عزة إبراهيم الدوري "الذي خاطب هؤلاء المحتجين ، متضامنا معهم ÷وذلك من خلال تسجيل مصور ببابل التاريخية ،بمناسبة عيد الجيش الذي تحتفل به العراق في 6 من يناير من كل سنة ..هذا الجيش الباسل الذي أربك حسابات الغربيين ،أسقط مجموعة من الرؤساء وحكومات عربية وأجنبية .. وقد وصف النائب العراقي السابق " عزة الدوري " بعد أن بارك هذه الاحتجاجات ،بأن ما يجري في العراق ،هو مخطط صفوي لتدمير العراق ،ومحو ذاكرته الحضارية ،وأوضح انه بالمرصاد للتصدي لأي محاولة لعرقلة تطور وتقدم الشعب العراقي ...ودعا العراقيين إلى تصويب أسلحتهم نحو الذين يريدون تقسيم العراق على مذهب طائفي أو سنية تكفيرية .. الكل في العراق يحن إلى زمن صدام ،وصلابة صدام ،وصدام الذي لم تجمد أرصدته في الخارج ، صدام الذي نام مطمئنا ،صدام الذي دافع عن شعبه ...صدام الذي ارتعشت منه المشنقة وكما قال الشاعرفي حقه : لم تزدك الشهادة إلا عزة وإكبارا ولم يزدك الحبل إلا شرفا وانتصارا أنهيت المسيرة بمشهد فخر ..والإخوة الخونة ..ما احدثوا إلا دمارا رأيت الحبل كما بدا مرتجفا .وأنت هادىء كأنك ستجرى اختبارا وبنو فصيلتك تناسوا جمالك يوم كانوا يجنون ثمارا أنت شهيدهم الأجدر إحسانا وهم اليوم مع التغيير إذلالا ...........