[youtube_old_embed]pUpVYr18x3s[/youtube_old_embed] اسمها هنو، هي وطفلات أخريات التقيناهن بالأطلس حيث الطفل منسي لكن النسيان يتعاظم كلما تعلق الأمر بأنثى. هناك حيث لا صوت يعلو صوت البرد. التقيناهن وتحدثنا إليهن، وهن اللواتي نشأن في قرية انفكو، القرية التي تفوح منها رائحة الموت كل فصل شتاء. وحينما التقينا الطفلة هنو كانت تحمل رضيعا على ظهرها، وهي التي تحتاج لمن يحضنها ويعتني بها ويدثرها من البرد القارس. عندما سالناها عن السبب في حمل هذا الرضيع عوض التحاقها بالفصل الدراسي، أجابت: » والدي لا يغرب في ذلك ». لكن لماذا لا يرغب الأب في تعليم ابنته، تجيبنا الطفلة التي لم يتجاوز عمرها اثني عشر سنة قائلة: » حتى اتمكن من حمل أخي ». هنا نقف على واحدة من حكايات أطفال المغرب العميق، المنسي، واحدة من الطفلات اللواتي كتب عليهن العيش بين براثين الفقر والأمية، لينضاف إليها البرد والثلج، وتصير رفقة العديد من أمثالها ضحية للحصار والنسيان.. لكن، نظرا لعدم تواصلنا الجيد معها لأنها كانت تتكلم فقط بالأمازيغية، فقد علمنا أن والدها وبعد مرض الأم، دفع هذه الطفلة إلى مغادرة الفصل حتى تتكفل بأخيها، فيما تابع أخوها الذي يكبرها دراسته! هذه الطفلة التي عبرت عن رغبتها في اتمام دراستها، كانت كما حكت ل »فبراير.كوم »، تحلم أن تصير مربية للناشئة الجديدة، ربما مثل معلمة الدوار، قالتها لنا وهي تبتسم وكأنها تعلم مسبقا أن حلمها باء بالفشل ولن تعرف إليه طريقا وهي التي غادرت الفصل مبكرا. طفلة من بنات الأطلس، يبدو أن القدر شاء أن تكون فقط أما وهي لا تزال بعد طفلة. حلم هذه الطفلة، تتقاسمه معها طفلة أخرى تدرس بالمستوى الخامس ابتدائي التقيناها برفقتها، معبرة عن أملها أن تصير معلمة، لتستطيع تربية الناشئة والأجيال الجديدة. فهل يستجيب القدر لأحلام هنو ولطفلات يدمرهن البرد والفقر والإهمال؟