تدور مناقشات عالمية عدة حول فاعلية اللقاحات ضد كورونا، خاصة بعد إصابة العديد من الأشخاص بالفيروس التاجي من جديد، بعد تلقيهم اللقاحات بمختلف أنواعها. وأعلن أمس مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة، أن 5800 شخصاً أصيبوا بعدوى "كورونا" رغم تلقيهم جرعتي اللقاح ضد الفيروس، مشيراً إلى أن بعضهم تدهورت حالتهم الصحية كثيراً، ما اضطّر 396 شخصاً منهم إلى دخول المستشفى حيث توفي من بينهم 74 شخصاً. ويعدّ هذا الإعلان أول مؤشر يصدر عن المركز الطبي الأمريكي المذكور حول مدى فعّّالية اللقاح على أرض الواقع، وهو يشي بأن اللقاحات لا توفّر حماية تامّة من الإصابة بالفيروس ومن يسببه من أمراض شديدة يؤدي بعضها إلى الوفاة. وبهذا الخصوص أبرز الخبير في الصيدلة الدكتور غالي، أن اللقاحات لا تؤدي مفعولها بشكل فوري، لأن الجسم يحتاج إلى فترة أربعة أسابيع إلى شهر حتى يتمكن من تطوير مناعة بعد أخذ الجرعة الواحدة أو الجرعتين. وأشار غالي في تصريحه ل"فبراير" أن بعض الأشخاص بالرغم من تجاوزهم لمدة اكتساب المناعة بعد الجرعتين وهي 4 أسابيع أصيبوا بالمرض، ما يفتح الباب أمام احتمالين الأول كون اللقاح غير فعال أو ان تفاعل جسم الملقح غير إيجابي. وأبرز غالي أن بعض الدول، عمدت لتجاوز هذه المشكلة بإخضاع الملقحين لتحاليل سريعة بعد أربعة أسابيع من تلقيهم الجرعة الثانية، وذلك للوقوف على نسبة تركيز المناعة في جسمه من عدمها. ويوضح غالي أن اللقاحات تحمي من المرض وليس من الإصابة، أي أن التطعيم لن يمنع إصابتك بالفيروس، لكن في حال أصبت به، فإن أعراضه ستكون أخف بكثير مقارنة بالشخص الذي لم يجر تطعيمه. وأضاف غالي أنه نظراً لعدم اليقين بشأن خطر الإصابة بالعدوى، فإن ما يحدث يؤكد أهمية الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية، وأهمها ارتداء الكمامات، واحترام التباعد الاجتماعي بين الأشخاص وغسل اليدين بشكل متكرر، حتى بعد الحصول على اللقاح. وستوضح المزيد من الدراسات ما إذا كانت اللقاحات قادرة على الحماية من العدوى أم لا، أي من دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية وبالتالي أيضاً من إمكانية نقله إلى الآخرين، وكذلك تحديد مدة المناعة التي يمكن الحصول عليها، وفي غضون ذلك، سيساعد الحقن باللقاح على تخفيف حدة المرض من خلال احتواء التأثيرات الممرضة للفيروس.