قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم أمس الثلاثاء، بزيارة إلى باماكو حيث تم استقباله من طرف الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي باه نداو، بتعليمات من الملك محمد السادس. وخلال هذه الزيارة، تم استقبال بوريطة من طرف الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي باه نداو، كما تباحث بوريطة مع نائب الرئيس الانتقالي، الكولونيل أسيمي غويتا، وكذا مع الوزير الأول الانتقالي مختار أوان.من جهة أخرى، تباحث بوريطة مع زعماء دينيين ماليين، لاسيما بويي حيدرا والإمام محمود ديكو، وعبر مجموع المحاورين الماليين، وعلى رأسهم الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي، باه نداو، عن خالص شكرهم للملك محمد السادس على العناية الدائمة التي يحيط بها جمهورية مالي وشعبها. وفي هذا قال كريم عايش، المتخصص في العلاقات الدولية، ان "المغرب مستمر عبر دبلوماسيته الواقعية والهادئة والمبنية على اخلاقيات واعراف الممارسة الدبلوماسية منذ بناء الدولة المغربية، في حل النزاعات عبر تشجيع الحوار واللقاء المباشر وازاحة العراقيل، كما فعل مع الأطراف الليبية بكل حيادية وتجرد". وأضاف عايش في تصريح ل"فبراير"، أن "المغرب كان حاضرا وبدون اضواء او تغطيات إعلامية في حل الأزمة المالية بفعاليته وبراغماتيته المعهودة، وكيف لا يتأتى للمغرب ذلك وهو معروف بدوره التاريخي والديني عبر مختلف ربوع القارة ابان بيك الامراطورية المغربية لاطرافها، حتى كانت تمبوكتو محورا رابطا بين شمال المغرب وجنوبه في تخوم الصحراء". وأكد عايش على أن "حاليا بقي محور باماكو الرباط يزخر بغنى العلاقة التي تربط مالي بالمغرب، وهو ما ظهر على برنامج لقاءات زوير الخارجية بوريطة بمختلف مكونات الحكومة الانتقالية والزعماء الروحيين لمالي، الذين يكنون ما يعرف بالتوقير والاحترام للأسرة العلوية وشرفاء الطرق التيجانية والبودشيشية". وتابع المتحدث ذاته، أن "هذه الأبعاد عجلت بوجود المغرب كشريك لدعم الاستقرار بهذا البلد الشقيق، وهي ايضا رسالة يبعثها لكل الدول خاصة المعادية للمغرب لتبين لبقية الدول الافريقية"، مشيرا الى أن "المغرب وديبلوماسيته يسعون لتوحيد صفوف الدول ونبذ الفرقة والنزاعات، واحقاق الممارسة الديمقراطية، وهي ايضا نقطة هامة من مسار تقدم المغرب داخل المنظومة الافريقية، اذ باتت الدول الافريقية يوما بعد يوما مدركة صواب وحنكة وحكمة نظرة صاحب الجلالة ويده الممدودة لمختلف الأنظمة والدول قصد تحقيق الديمقراطية والتنمية المنشودة ونبذ الصراعات والخلافات". وشدد عايش على أن "زيارة بوريطة قدما إضافية يضعها المغرب كفاعل استراتيجي لا محيد عنه ولاعب اساسي اقليمي ذو مصداقية وتجربة، وله ثقة القوى العظمى في قيادة المفاوضات والتوافقات وتحقيق نتائج جد إيجابية في حل النزاعات والحروب وصانع سلام كفيل بتقديم حلول عملية ومبعوثين اكفاء لحل اكثر النزاعات تعقيدا ومدة".