تحت ضغوط متزايدة للردّ على اتهامه بالاعتداء الجنسي على مساعدة سابقة له، سلط المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن الضوء مساء الأربعاء 29 أبريل نيسان 2020على سجلّه في مكافحة العنف ضد النساء لكن من دون ذكر القضية. وتتهم تارا ريد البالغة 56 عاماً، جو بايدن بأنه اعتدى عليها جنسياً عام 1993 عندما كان سيناتوراً وكانت تعمل في فريقه في واشنطن. ويتصدّر اسم متّهمة بايدن حساب المسؤول عن حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر. وسيسعى هذا الأخير لإعادة انتخابه رئيساً في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. ويهاجم فريق ترامب المتّهم هو أيضاً من جانب عدة نساء بالتحرّش والاعتداء في السنوات الأخيرة، بايدن ومؤيديه مستخدماً كلمات محرجة جداً. كلماتٌ استخدمها بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عندما دعا إلى الاستماع للضحايا وقال مراراً إن « التنديد بالاعتداء الجنسي يتطلب شجاعةً ». إلا أن المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض يواجه تارا ريد بصمتٍ فيما أصدر فريقه في منتصف نيسان/أبريل نفياً قاطعاً للاتهام، وهو يشير إليه مذاك. وفي الأسابيع الأخيرة لم يُطرح أي سؤال عن الموضوع على بايدن (77 عاماً) خلال المقابلات التي يجريها من منزله في ديلاوير حيث يعزل نفسه بسبب تفشي فيروس كورونا المستجدّ. ولم يتم ذكر الموضوع في أي من حلقات النقاش الكثيرة التي يقيمها. مساء الأربعاء، سُئل عن موضوع الاعتداءات الجنسية… لكن في الجيش. ومن دون أن يقول أي كلمة عن الاتهامات الخطيرة التي وجّهتها إليه تارا ريد، استغلّ هذه الفرصة أثناء حلقة لجمع التبرعات عبر خدمة الفيديو، للتذكير بأنه شارك في تقديم قانون تمّ تبنيه عام 1994 لمكافحة العنف ضد النساء. وأكد أيضاً أنه عمل في عهد باراك أوباما، على مكافحة الاعتداءات الجنسية في الجامعات. وقال « كنائب رئيس، حاربت من أجل » نشر محامين متخصصين في الجيش. وأضاف « كل الخيارات، برأيي، مطروحة على الطاولة للانتهاء من هذه الآفة » في الجيش. وتؤكد تارا ريد أنها وجدت نفسها وحدها معه في ممرات الكونغرس عام 1993 من دون « تبادل كلمات » فعلياً. وروت أول مرة تحدث عن الموضوع في تسجيل صوتي نُشر في 25 آذار/مارس أنه « وضعني مقابل الجدار » وقبّلها وحاول اغتصابها. في التاسع من نيسان/أبريل 2020، قدّمت شكوى لشرطة واشنطن تؤكد فيها أنها كانت « ضحية اعتداء جنسي » عام 1993 لكن من دون ذكر اسم جو بايدن. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة يوم الأربعاء إن « هذه القضية مقفلة »، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأوضحت تارا ريد لصحيفة « واشنطن إيكزامينر » المحافظة أنها قدّمت الشكوى لإظهار أنها مستعدة للإدلاء بإفادتها مع أداء القسم. وردّت المتحدثة باسم المرشح الديموقراطي كايت بيدينغفيلد في 13 نيسان/أبريل أن « هذا لم يحصل إطلاقاً » مضيفةً « ما هو واضح في هذا التصريح هو أنه ليس حقيقياً ». ومنذ سنة، اتّهمت تارا ريد، مع نساء أخريات، جو بايدن بأنه قام بحركات اعتبرنَها مزعجة لكنهنّ لم يتحدثن عن اعتداء جنسي. وبذاك، أجرت صحيفة « نيويورك تايمز » مع تارا العديد من المقابلات وكذلك مع أقربائها ومع نحو عشرين شخصاً عملوا مع بايدن في الفترة التي حصلت فيها الاعتداءات وفق تصريحات النساء. وأكدت صديقة تارا للصحيفة أن الأخيرة « روت لها تفاصيل الاعتداء آنذاك ». وقالت صديقة أخرى لها وشقيق تارا أن الأخيرة « أخبرتهما في وقت لاحق عن حدث جنسي صادم يشمل بايدن ». وأكد معاونون سابقون لبايدن كانوا يعملون في مجلس الشيوخ في الفترة نفسها مع تارا، أنهم لم يسمعوا إطلاقاً عن الأمر. وكتبت الصحيفة « لم يظهر أي اتهام آخر بالاعتداء الجنسي خلال هذا التحقيق ». ومنذ أسبوع، نشر موقعا « ذي انترسبت » و »بيزنس انسايدر » عناصر جديدة وشهادة جارة سابقة تقول إن تارا ريد روت لها هذا الاعتداء. ودعا العديد من مناصري بيرني ساندرز المنافس السابق لجو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، بايدن إلى سحب ترشيحه. وكتبت كلير ساندبرغ، العضو السابقة في فريق حملة ساندرز، في تغريدة « احتراماً للضحايا ومن أجل خير بلده، يجب على (بايدن) أن يتخلى عن السباق ».