في لحظات الأزمة، حتى في لحظات الفزغ الذي قد ينتاب رئيس دولة وهو يتابع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، لا يجب أن تسقط اللغة الديبلوماسية بين الدول وما ينبغي لها أن تسقط، هذا ربما ما على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن يتذكره، هو الذي أصرّ عبر تدوينتين، أن يعطي أوامر بطريقة استعلائية وغير ديبلوامسية، وهو يطلب من السلطات المغربية، إجلاء مواطنين فرنسيين، يودون الالتحاق ببلدهم الأم فرنسا. إذ تحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تدوينته بصيغة « الأمر » لسلطات الرباط، من أجل إعادة المواطنين الفرنسيين العالقين في المغرب، الشيء الذي أغضب مواطنين مغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي. لكن الرد لم يقتصر على مواطنين على الفايسبوك، ليأتي الرد هذه المرة في تصريح رسمي على لسان وزيرة السياحة فتاح العلوي : « إن مبادرة المغرب تمت في إطار روح الحوار والمسؤولية تجاه هؤلاء السياح الأجانب، مشددة على أن « المغرب لا يتصرف إطلاقا بناء على إملاءات من جهات أجنبية، بل بلدنا يعامل السياح من كافة الجنسيات على قدم المساواة ». وكانت العديد من الدول قد خصصت طائرات خاصة، من أجل رحلات استثنائية لإعادة مواطنيها السياح الذين كانوا يقضون عطلهم في العديد من المدن المغربية خصوصا في مراكش وأكادير. وكان العديد من السياح الأجانب، والفرنسيين تحديدا قد طالبوا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بالتدخل لدى السلطات المغربية من أجل الترخيص الاستثنائي لرحلات جوية لإعادتهم إلى بلدهم، كما عمل المغرب على التنسيق مع العديد من الدول الأخرى مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا والجزائر وبلجيكا وتركيا قبل إغلاق مجاله الجوي بشكل كامل. وأكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، أن المغرب تعبأ لتيسير عودة السياح الأجانب بالمملكة نحو بلدانهم. وقالت الوزيرة فتاح العلوي، في تصريح اليوم الاثنين، » لقد تم وضع إجراء خاص، لا سيما من خلال الترخيص لما يقارب مائة رحلة خاصة مكنت من عودة عدة آلاف من السياح، والرفع من الطاقة الاستيعابية لآخر الرحلات الجوية التجارية للخطوط الملكية المغربية، وتعبئة كافة السلطات المختصة في العديد من المطارات، فضلا عن تحسيس منظمي رحلات الأسفار والشركات الشريكة لها ». وبحسب السيدة فتاح العلوي، فإن مبادرة المغرب تمت في إطار روح الحوار والمسؤولية تجاه هؤلاء السياح الأجانب، مشددة على أن « المغرب لا يتصرف إطلاقا بناء على إملاءات من جهات أجنبية، بل بلدنا يعامل السياح من كافة الجنسيات على قدم المساواة ». وخلصت إلى أن المملكة المغربية، التي اتخذت في وقت جد مبكر تدابير لمواجهة فيروس كورونا، كانت من ضمن البلدان الأوائل التي اتخذت تدابير احترازية ولكنها ضرورية، خاصة وأن غالبية حالات الإصابة في المغرب كانت حالات وافدة، معظمها قادمة من ثلاث بلدان.