كشفت دراسة بريطانية حديثة أن إصابة الأمهات باضطرابات القلق أثناء الحمل، وفي السنوات الأولى من حياة الطفل، تجعل أطفالهن أكثر عرضة لخطر نقص الانتباه وفرط الحركة في سن المراهقة. الدراسة أجراها باحثون بجامعة بريستول البريطانية، وعرضوا نتائجها، الإثنين، أمام مؤتمر الكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية، الذي يعقد في الفترة من 7-10 من الشهر الجاري بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وأوضح الباحثون أن ظروف الأم أثناء فترة الحمل والحياة المبكرة للمولود يمكن أن يكون لها تأثير طويل المدى على صحة الأطفال في وقت لاحق من حياتهم. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 3199 طفلا، بداية من الحمل إلى بلوغ سن 16 عاما، في دراسة طويلة الأجل، ضمن مشروع بريطاني يطلق عليه (ALSPAC) يسمح للعلماء بتتبع تغير صحة الأطفال مع مرور الوقت. وسجلت الدراسة مستويات القلق وأعراضه مثل التعرق والارتعاش والدوخة والأرق لدى أمهات الأطفال المشاركين في الفترة ما بين الحمل إلى أن بلغ عمر أطفالهن خمسة أعوام. ووجد الباحثون أن الأمهات اللاتي تعرضن لمستويات كبيرة من القلق أثناء فترة الحمل وخلال السنوات الخمس الأولى من عمر أطفالهن، كان أطفالهن أكثر عرضة بمعدل أكثر من الضعف للإصابة بنقص الانتباه وفرط الحركة في سن المراهقة، مقارنة بمن لم تتعرض أمهاتهم للقلق. وقالت بلانكا بوليا، قائد فريق البحث: « هذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها دراسة أن قلق الأمهات يرتبط بإصابة أطفالهن بنقص الانتباه وفرط الحركة في وقت لاحق من حياتهم ». وأضافت أن « الدراسة أظهرت أن حوالي 28% من النساء اللواتي أجريت عليهن الدراسة أظهرن مستويات متوسطة إلى مرتفعة من القلق، كما ظهر على 224 طفلا من المشاركين في الدراسة علامات الإصابة بنقص الانتباه وفرط الحركة في سن المراهقة ». وأشارت بوليا إلى أن « السبب في ذلك يعود في الغالب إلى أن هرمونات التوتر التي تفرزها الأمهات أثناء فترة القلق لها تأثير على دماغ الأجنة وينتقل هذا التأثير عبر المشيمة ». ويعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) أحد أشهر أمراض اضطراب السلوك العصبي الذي يصيب الأطفال في مرحلة الدراسة، ويعاني المصابون به من عدم القدرة على التركيز أو إعطاء الاهتمام الكافي لشيء محدد.