يعرف أصحاب الابتكار بالخيال الخصب؛ فهم كالأطفال يتخيلون المستحيل ويطاردونه، وهذا ما قام به كل من ستيف جوبز وبيل جيتس وجيف بيزوس بتوقع مستقبل التكنولوجيا التي تحولت اليوم لحقائق. ونستعرض في ما يلي تسعة تنبؤات قديمة من قبل عمالقة التكنولوجيا قبل عام 2000، وتحققت خلال الألفية الجديدة: ستيف جوبز 1- الآيباد وسيري حلم الثمانينيات تنبأ جوبز بأننا سنحمل ألواحا مع مساعدين داخلهم، وهو أساس فكرة الآيباد والآيفون وسيري من آبل. وقال جوبز لمجلة نيوزويك عام 1984 « ستكون المرحلة التالية هي استخدام أجهزة الحاسوب كمساعدين »، وأضاف « بمعنى آخر، سيكون الأمر كما لو أن هناك شخصًا صغيرًا داخل هذا المربع يبدأ في توقع ما تريده ». وتابع جوبز للمجلة « اعتقدت دائمًا أنه سيكون من الرائع حقًا أن يكون لديك صندوق صغير، وهو نوع من الألواح التي يمكنك حملها معك ». وأطلقت آبل آيفون عام 2007، وتم إطلاق مساعد آبل سيري عام 2010. 2- سيارتك حسب الطلب قال جوبز لمجلة « وايرد » عام 1996 إن وكلاء السيارات ينفقون الكثير من الأموال على تصنيع السيارات وتخزينها؛ المخزون من السيارات ليس بالأمر الجيد، فهو مال مخزن، كما أنه يصبح قديما، ويستغرق وقتًا طويلاً وقدرا هائلا من الوقت لإدارته. وأضاف جوبز « كل ما عليك فعله هو الحصول على سيارة بيضاء واحدة لقيادة السيارة وربما طابعة ليزر لتتمكن من رؤية الألوان الأخرى. ثم يمكنك طلب سيارتك وستحصل عليها في غضون أسبوع ». وافتتحت شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية صالة العرض الأولى عام 2008 في لوس أنجلوس، ومحلاتها الشهيرة بها عدد قليل جدًّا من السيارات في الموقع. ويمكن للمشترين طلب سياراتهم المخصصة مع مندوب مبيعات أو عبر الإنترنت. 3- التخزين السحابي بدأ بالبريد وفي المقابلة نفسها مع مجلة « وايرد »، قال ستيف جوبز إنه لا يخزن أي ملفات على أجهزة التخزين، بل يقوم بإرسالها لنفسه بالبريد الإلكتروني، حيث يستطيع فتحها أينما كان، دون الحاجة لحمل أجهزة تخزين خاصة. وأطلقت آبل خدمة « آي كلود » عام 2011، لحفظ ملفاتنا تلقائيًّا على الإنترنت من خلال الخدمات السحابية، مثل غوغل درايف ودروب بوكس أيضًا. بيل غيتس 1- بيتك مراقب من الإنترنت وتوقع غيتس انتشار مراقبة المنزل على الإنترنت، حيث قال في كتابه « بيزنس @ ذي سبيد أوف ثوت »، الذي صدر عام 1999، « ستصبح تسجيلات الفيديو الثابتة لمنزلك شائعة، والتي تُعلمك عندما يزورك شخص ما بينما لا تكون في المنزل ». ومؤخرا اعتمدت كاميرات أمان جرس الباب « رنغ » من أمازن على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة، وحتى بعض إدارات الشرطة المحلية لديها إمكانية الوصول إلى هذه الفيديوهات، مما يخلق شبكة مراقبة غير رسمية لأجراس الفيديو. 2- الإعلان الذكي « ستكون للأجهزة قدرة على عرض الإعلان المناسب لك، وهو ما يسمى الإعلان الذكي، حيث سيعرفون اتجاهات الشراء الخاصة بك، وسيعرضون إعلانات مخصصة لاهتماماتك ». هذا ما كتبه غيتس في كتابه « بيزنس @ ذي سبيد أوف ثوت ». اليوم هناك اعتقاد سائد بأن فيسبوك وإنستغرام يستمعون إلى الهواتف الذكية الخاصة بالمستخدمين، ثم يعرضون الإعلانات بناءً على حديثهم. 3- التوظيف عن طريق الإنترنت تنبأ غيتس أيضا في كتابه عام 1999 بأن يتمكن الأشخاص الذين يبحثون عن عمل من إيجاد فرص عمل عبر الإنترنت من خلال إعلان اهتمامهم واحتياجاتهم ومهاراتهم المتخصصة ». وبعد هذا التنبؤ بأربعة أعوام انطلقت « لينكد أن »، بالتحديد عام 2003، وكان عدد العمال الأميركيين الذين لديهم ملفات تعريف على الشبكة يبلغ 154 مليونا في فبراير 2019، وفقًا لهوتسويت. جيف بيزوس 1- أمازون أكبر من مجرد مكتبة قال بيزوس لمجلة « وايرد » عند سؤاله عن منافسه « بيرنز أند نوبلز » للكتب « أراهن أنك بعد عام من الآن، لن يعتبرونا منافسين مباشرين »، و »من الواضح أنهم يعتبروننا منافسيهم اليوم، لكننا نسير في طرق مختلفة… نحن نحاول اختراع مستقبل التجارة الإلكترونية، وهم يدافعون فقط عن رزقهم ». تعد أمازون سوقًا إلكترونيًا قويًا تقدم عروضًا تتجاوز الكتب، حيث تعد مبيعات الأجهزة والفيديو والموسيقى والخدمات اللوجستية مجرد أمثلة قليلة على إمبراطورية أمازون الشاسعة. 2- في 2020 ستشتري ورق الحمام من أمازون توقع بيزوس في مقابلة عام 1999 أن يكون الجزء الأكبر من البضائع التي يتم شراؤها عام 2020 من متاجر المواد الغذائية الأساسية؛ المنتجات الورقية، ولوازم التنظيف، وما شابه ذلك. وأطلقت شركة أمازون عام 2014 خدمة « أمازون برايم بانتري »، التي تقدم « مواد غذائية منخفضة التكلفة ومستلزمات منزلية »، بدءًا من منظفات الغسيل وحتى الشامبو. 3- المنازل المرتبطة بالإنترنت أخبر بيزوس الصحفي تشارلي روز من قناة بلومبيرغ في مقابلة عام 1999 أنه من أشد المؤمنين بفكرة الأشياء الصغيرة في البيت المتصلة بالإنترنت، حيث قال ستكون هناك مجموعة كاملة من الأشياء متصلة ببعضها البعض إلى شبكة الإنترنت للتحكم في وظائف المنزل. والآن تقوم أليكسا والمساعدات الرقمية المرتبطة بالإنترنت بالتحكم في خدمات المنازل، من السماعات إلى أنظمة الأمان المنزلية.