أعلنت لطيفة التي اشتهرت بقصة تعذيب مشغلتها لها، عن انطلاقة جديدة لحياتها بعد خروجها من المستشفى، ومرور 5أشهر على هروبها من بيت مشغلتها. وتحكي لطيفة ل »فبراير » تفاصيل قصة تعذيبها منذ البداية، حيث انتقلت من بيت أهلها بزاكورة إلى الدارالبيضاء، من أجل تحسين ظروف عيشها، سيما وأن عائلتها تعاني الفقر وقلة ذات اليد. وقالت لطيفة إنها تعرفت على مشغلتها بإحدى المقاهي، بعد أن كانت قد خرجت لتوها من تجربة عمل ك »مساعدة » بأحد البيوت دامت 6 أشهر، وإنها حكت لمشغلتها ظروفها القاسية فعرضت عليها العمل في بيت والدتها. وتزيد في سردها للتفاصيل بحرقة مكتومة، حيث تذكر أن مشغلتها كانت تعاملها معاملة حسنة في البدايات، ما أعاد الاطمئنان إلى قلبها، وأشعرها أن حلمها بأن تدبر مستقبلا جيدا وتساعد عائلتها بات ممكنا، إلى الحد الذي جعلها تصرف النظر عن الاشتغال ببيت الوالدة، وتقبل العمل بمبلغ 750 درهم في بيت مشغلتها. وفي ذات الحديث، تروي لطيفة ذات 24 ربيعا، كيف أن المعاملة الحسنة انقلبت فجأة إلى تعذيب يومي، بسبب الأعمال المنزلية، بلغ حد الضرب وكسر الضلوع، والكي بالنار، حيث تقول إن مشغلتها كانت تأمرها أن تحمي شوكة على النار وتحرق جسدها بنفسها، وكيف كانت تذعن خوفا من جبروت أكبر « اللهم نحرق راسي بيدي ولا تحرقني هي ». وعند سؤالها عن سبب قبولها السكوت عن التعذيب، أوضحت أنها كانت تخشى أن يعيدها والدها إلى زاكورة، وأنها لم تكن تعرف لمن تلجأ. بعد خروجها من المستشفى، الذي تلقت به علاجا دام أزيد من شهرين، انتقلت لطيفة للعيش داخل جمعية « إنصاف »، حيث تحظى بالرعاية النفسية والاجتماعية اللازمة بشكل يساعدها على تخطي ماضي التعذيب، وخوض غمار الحياة مرة أخرى، بفضل تعلمها حرفة الحلاقة التي تقول « إنها تعجبها ». وكانت قضية لطيفة قد اعتبرت قضية رأي عام نهاية السنة الفارطة، بعد أن تمكنت من الهرب من بيت مشغلتها في حالة صحية جد متدهورة، وآثار التعذيب بادية عليها. يشار إلى أن قضية لطيفة ما تزال بالمحاكم لحد الساعة، فيما ما تزال مشغلتها رهن الاعتقال، بسجن عكاشة بالدارالبيضاء.