اقترب العلماء خطوة جديدة من استنساخ البشر عقب إعلانهم نجاح عملية استنساخ قردين تعد الأولى من نوعها في العالم. وتمكن مختبر صيني، باستخدام التقنية التي أدت إلى استنساخ « النعجة دوللي »، من إنشاء زوج متطابق من قردة المكّاك (أحد أنواع قردة العالم القديم). وقال العلماء إنهم أزالوا الحاجز الأخير أمام استنساخ البشر، وأعربوا عن أملهم في استخدام هذا الأمر لعلاج مرض ألزهايمر وباركنسون وغيرها من الأمراض. وقد إعتبر أحد العلماء الدنين « أن عمليات استنساخ القرود التي يجريها علماء صينيون تشكل تهديدا للجنس البشري. وعند سؤال مو-مينغ بو، من فريق أبحاث شنغهاي، يوم أمس الأربعاء 24 يناير، عن إمكانية تطبيق الطريقة نفسها على الخلايا البشرية، أجاب: « نعم. قرد المكاك من الرئيسيات، والبشر من النوع نفسه، وقد تم كسر الحاجز التقني الآن » وتجدر الإشارة إلى أن القردين، تشونغ تشونغ وهوا هوا، هما من أنواع الرئيسيات الأولى التي يتم استنساخها باستخدام تقنية الاستنساخ العلاجي (أي النقل النووي)، حيث تم أخذ الحمض النووي من خلية جنين القرد، ووُضع في بويضة مع تخصيب اصطناعي لتشكيل الجنين الآخر في أم بديلة. وتم استخدام الأسلوب نفسه منذ أكثر من 20 عاما في إدنبره، لإنشاء النعجة دوللي من خلية واحدة. كما تعد القطط والكلاب والجرذان والأبقار، من بين 23 نوعا من الثدييات، التي يمكن استنساخها بهذه الطريقة. بيد أن النشطاء أعربوا عن قلقهم من هذا النوع من التطور، حيث قال الدكتور ديفيد كينغ، من مجموعة Human Genetics Alert: « نشعر بالقلق من هذه الخطوة التي تعد نقطة انطلاق لاستنساخ البشر. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو صعبا من الناحية التقنية، إلا أن أولئك الذين لديهم ما يكفي من الموارد المالية والطموح، يمكنهم البدء بالمحاولة الفعلية ». كما قالت دارين غريفين، أستاذة علم الوراثة في جامعة كينت إن « التقارير الأولى لاستنساخ الرئيسيات غير البشرية، تثير سلسلة من المخاوف الأخلاقية ». ومن الناحية الفنية، كانت القردة « تيترا » أول الرئيسيات المستنسخة، وهي من نوع ريسوس، وولدت عام 1999. وخضعت القردة لطريقة أبسط بكثير من تقسيم الجنين. إلا أن الخبراء يقولون إن هذه الطريقة، التي تكرر تقسيم أو استنساخ الجنين لتشكيل التوائم في الرحم، ليست عملية استنساخ فعلية.