أعرب السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاممالمتحدة السيد عمر هلال، اليوم الثلاثاء بنيويورك، عن أسف المملكة المغربية العميق لكون التزامها من أجل التفاوض بحسن نية، يقابل من طرف الجزائر بالتعنت وتوظيف حركة انفصالية، مهددة بذلك حظوظ نجاح المسلسل السياسي، مشيرا الى أن » الجزائر هي المسؤول الرئيسي عن إجهاض جهود السلام التي بذلت حتى الآن ». وذكر السيد هلال في تدخل له أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للامم المتحدة، بأن الجزائر تسببت في فشل الحل الافريقي من خلال خطيئة قبول كيان غير دولتي داخل منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984. وأشار السيد هلال بأصابع الاتهام الى الجار الشرقي للمملكة الذي كان وراء فشل مخطط التسوية الأممي بإصراره على « إدماج مواطنين جزائريين ومن إفريقيا جنوب الصحراء في عملية تحديد الهوية التي أشرفت عليها الاممالمتحدة في إطار التحضير للاستفتاء »، مؤكدا أن هذا الامر أدى الى تعطيل مخطط التسوية، وتأكيد عدم قابليته للتطبيق من قبل الامين العام للامم المتحدة، والتخلي عنه بشكل نهائي من قبل مجلس الأمن. وأضاف السيد هلال أن الجزائر عارضت كذلك،بشكل صريح، الاتفاق/ الاطار الذي اقترح سنة 2002 من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد جيمس بيكر . وهو الاتفاق الاطار الذي قبله المغرب في حينه. مسجلا أن الجزائر سخرت « وسائل مالية ضخمة وقنواتها الدبلوماسية عبر العالم من أجل معارضة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الى مجلس الامن سنة 2007″، وتواصل » توجيه صنيعتها لمعارضة هذه المبادرة مفرغة بذلك المسلسل السياسي من معناه ». كما أشار السيد هلال الى أن الجزائر التي تواصل الاعتراض على إحصاء ساكنة مخيمات تندوف، » خشية اكتشاف المجتمع الدولي لمزايداتها بعددهم الذي يتم تضخيمه بشكل كبير قصد الإيحاء بأن ما يدعى « شعبا »، يعيش في المخيمات، وهي التي لايقيم فيها حاليا سوى أقل 30 ألف شخص ». وقال السيد هلال » لهذه الجزائر التي هي أصل هذا النزاع الاقليمي. لهذه الجزائر التي تحيك المناورات من خلف الستار . لهذه الجزائر التي تعرقل جهود الاممالمتحدة لتسوية هذا النزاع. لهذه الجزائر المتفوقة في نسف كل المبادرات الخيرة في العلاقات مع المغرب. لهذه الجزائر التي تغلق حدودها مع المغرب منذ ربع قرن ضدا على أبسط قواعد حسن الجوار . لهذه الجزائر التي تجمد عمل اتحاد المغرب العربي بسبب نزاع حول الصحراء، مصادرة بذلك الاندماج الاقليمي المنشود. لهذه الجزائر التي شنت حملة شعواء ، لكن دون جدوى، لمناهضة عودة المغرب الى أسرته الافريقية، لهذه الجزائر نقول، إن تسوية قضية الصحراء ستكون مع الجزائر أو لن تكون أبدا. لهذه الجزائر، نقول إنه يتعين عليها أن تتحمل كامل مسؤوليتها في هذا النزاع، والجلوس الى طاولة المفاوضات من أجل تسويته بشكل نهائي ».