في سابقة بتاريخ طلبات العضوية بحزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية، طلب إسحاق شارية، المحامي اليهودي الديانة، العضوية للإنضمام لحزب العدالة والتنمية، وذلك في رسالة مفتوحة لرئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب المصباح في الوقت نفسه. اليهودي إسحاق الذي تساءل في رسالته لطلب العضوية، عن موقع اليهود المغاربة في حزب ابن كيران، أثارت رسالته جدلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي، ولدى الرأي العام بالنظر للمرجعية الإسلامية للعدالة والتنمية، وأيضاً للمسافة التي يأخذها الحزب تجاه العديد من اليهود، بالنظر لعلاقات بعضهم مع إسرائيل، ولتصهين البعض الآخر. وفي تصريح ل"عربي21"، أكد سليمان العمراني، نائب الأمين العام للعدالة والتنمية خبر كون الطلب يعد سابقة في تاريخ الحزب، ورحب بالمبادرة، معتبرا أن الحزب مفتوح في وجه جميع المغاربة يهود أو مسلمين، وذلك بقوة القانون الأساسي، والنظام الداخلي للحزب. وأشار إلى أن المادة الخامسة من القانون الأساسي، للحزب تنص على "أنه يحق لكل المغاربة المؤهلين قانونا، سواء كانوا مقيمين في المغرب أو خارجه، الانخراط في الحزب دون أي أساس تميزي، شريطة قبولهم بمبادئه وأهدافه واختياراته، وتعبيرهم عن موافقتهم على التزامهم ببرنامجه العام، ونظامه الأساسي والداخلي"، وبالتالي فأي مواطن مغربي مؤهل، ونحن لا نميز بين المغاربة. ويرى مراقبون أن طلب العضوية الذي يوجد على طاولة الأمانة العامة للعدالة والتنمية، سيخلق حرجا حقيقيا للحزب بين رفضه الطلب لاعتبارات عدة، وبين إعمال قوانين الحزب، التي لا تتحدث عن الإسلام كشرط في الانتماء، بل تنص على أن يكون صاحب الطلب مغربيا، بغض النظر عن ديانته أو لغته أو انتمائه العرقي أو الجغرافي. إلى ذلك، يفسر البعض تخوف عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية تجاه انضمام اليهودي للحزب، خشية التورط في التطبيع مع إسرائيل، أو أن تكون الخطوة تهدف إلى إحداث نوع من الاختراق في صفوف الحزب، الأشد معارضة للتطبيع مع إسرائيل، كما حدث في مؤتمره الأخير عندما تمكن أحد الصهاينة من الحضور بافتتاح المؤتمر والسلام على بعض قياداته. بيد أن آخرين، يرون أن تطبيق القانون على العضو الجديد، في حال مخالفته سيقي الحزب من حرج القبول أو الرفض.
وبالعودة لرسالة إسحاق التي اطلع عليها "عربي21"، فقد شرح دواعي طلبه التي تمثلت ب "الانخراط في حزب العدالة والتنمية" لما "لمسته فيكم وما لم أشهده في غيركم، من الوطنية الصادقة والعفة والنزاهة والتجرد والصدق". وأضاف أن رغبته كبيرة في أن يتحمل مع مناضلي حزب العدالة والتنمية، "مسؤولية مقارعة الفساد، وآمال الرقي بهذا البلد إلى مصاف الدول المتقدمة"، بعدما شاهد، يتابع المتحدث في رسالة طلب العضوية، "إن المشهد السياسي المغربي بلغ آخر درجات الانحطاط، ولم يعد معه للمواطن النزيه، الراغب في المشاركة السياسية بديلا عن حزبكم"، وهو يقصد حزب العدالة والتنمية. إسحاق شارية نوه في الرسالة ذاتها لحزب العدالة والتنمية إلى نجاح الحزب في "تبديد مخاوف المستثمرين الأجانب" للإستثمار بالمغرب، بعدما وصل الحزب إلى قيادة الحكومة. كما أكد أن "على حزب العدالة والتنمية، مسؤولية أكبر لإيجاد الحياة السياسية، وعدم السقوط في مستنقع الانحطاط".