يأتي قرار مجلس الأمن الصادر اليوم والقاضي بارجاع اعضاء بعثة المينورسو إلى العيون، ليغلق المرحلة الثانية من الأزمة التي اندلعت بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة، يعلق إبراهيم الفاسي الفهري مدير معهد « أماديوس » وابن مستشار الملك ووزير الخارجية السابق في مقال تحليلي وقعه كرد فعل سريع على قرار الأممالمتحدة الذي صدر يومه الجمعة 2285. إنه القرار الذي يمثل قطيعة في الشكل والمضمون مع القرارات السابقة لمجلس الأمن، يضيف ابن مستشار الملك. فعلى مستوى المضمون لم يسبق لمجلس الامن، أن أصدر، باستثناء مسودة المشروع الأأمريكي لشهر أبريل 2013، قرار اعدائيا مثل هذا تجاه المغرب. أما على مستوى الشكل، فلم يسبق لأعضاء مجلس الأمن، أن انقسموا ازاء قرار يخص قضية الصحراء فلأول مرة منذ سنة 1988 يقع تبني قرار دون تحقيق الاجماع حوله. وبغض النظر عن امتناع نيوزيلندة، انغولا، وروسيا عن التصويت، يعد تصويت فنزويلا، و الأرغواي بمثابة خروج عن الاجماع التاريخي الذي ميز عمل مجلس الامن حول قضية الصحراء. فبفضل الدعم المتواصل من فرنسا، الصين، و الدور الذي لعبه الأعضاء غير الدائمين للمملكة مثل السنغال واسبانيا ومصر، كان مضمون القرار « نظيفا » من المسودة المقدمة إلى « أصدقاء الصحراء » يوم الاثنين الماضي. اليوم هناك انقسام كبير في أعضاء الأممالمتحدة (بما في ذلك الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فإذا كانت فرنسا قد قدمت دعما للمغرب، فقد أبانت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن نوع من التناقض في مقاربتها للملف تصويت فنزويلا والأوروغواي ضد القرار، وهما الدولتان الداعمتان لجبهة البوليساريو، يبين بوضوح أن مضمون القرار 2285، لا يرضي بأي حال من الأحوال خصوم وحدتنا الترابية، أما امتناع روسيا عن التصويت، يطرح عدة أسئلة على المغرب، خصوصا وقد اكدت روسيا خلال الزيارة الملكية الأخيرة لموسكو بأنها تدعم مسلسل المفاوضات وتدعم المغرب. مضمون القرار2285 يبين بوضوح، كما بينت ذلك اجتماعات المجلس منذ اندلاع الأزمة بين المغرب والامانة العامة لمجلس الأمن، ان المجلس فك الارتباك ببان كيمون بعد تصريحاته ومواقفه الاخيرة. فمجلس الامن بهذا القرار يكون قد وضع بان كيمون أمام مسؤوليته، محملا اياه الوضعية الحالية، التي يعرفها ملف الصحراء. ومن الواضح اليوم أن المملكة هي التي أصبحت تأخذ المبادرة وتملي ايقاع سير ملف الصحراء، وذلك في بيئة تتسم بالعدائية، وفقا للظروف في مجلس الأمن، حيث يتحول اليوم الحلفاء، الى خصوم الغد، يخلص ابن مستشار الملك في مقال كتبه ووقعه في نفس اليوم الذي صدر فيه القرار.