خلف توقيف السلطات الأمنية الإسبانية مؤخرا لعدد من المواطنين المغاربة للاشتباه في انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو تورطهم في أعمال تبين أنهم متطرفين أو متعاطفين مع متطرفين، (خلف) جدلا قديما جديدا في إسبانيا، بل وفي أوروبا بأكملها، حيث يستغل يمينيون متطرفون هذه الحالات للترويج لخطاب العنصرية وفوبيا المهاجرين. القنصل العام المغربي بمدينة مايوركا الإسبانية، حيث تم اعتقال مغربي يوم أمس فقط، حنان السعدي، أكدت أنها متخوفة من أن يتم تجريم الآلاف من المواطنين المغاربة الذين والنظر إليهم على أنهم كلهم متطرفون أو متعاطفون مع « داعش »، بسبب الحالات المعزولة لشبان مغاربة « هم ضحية الإقصاء والتجنيد »، على حد قول الديبلوماسية المغربية. « لقد اعتقلوا جهاديا مزعوما، لكن عدد المغاربة الذين يقيمون بهذه المدينة كبير جدا، يتجاوز 43 ألف مغربي. جاءوا إلى هنا منذ سنوات عديدة، وهم مواطنون يؤدون ضرائبهم ويشتغلون في الحقول… هم أناس يشاركون في التنمية الاقتصادية لمنطقة بالياريس. هم أشخاص عاديون »، تقول القنصل المغربي العام، حسب ما أوردت عنها صحيفة « دياري ودي مايوركا ». كما شددت المتحدثة على البون الشاسع الذي يوجد بين أفكار تنظيم داعش المتطرف والإسلام المغربي، المبني على « التسامح والانفتاح والاعتدال بشكل كبير »، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن الشاب المغربي الذي ألقي القبض عليه من طرف أمن إسبانيا من أبناء المهاجرين. وهو من الجيل الذي ترعرع في المجتمع الأوربي وتبنى أفكارا متطرفة، إن تأكد ذلك، وفق قولها، لكونه ضحية للتهميش والإقصاء. وهو ما أوقعه فريسة سهلة بين يدي دعاة التطرف والإرهاب وفق تعبير السعدي. واستعرضت الديبلوماسية المغربية الطرق التي يعتمدها المجندون للشباب الأوروبي، مشيرة إلى أنهم عادة ما يلجأون إلى الأشخاص الذين غادروا مقاعد الدراسة مبكرا لسبب من الأسباب. كما يركزون أكثر على أبناء الأحياء الفقيرة والهامشية، حيث يجدون عندهم الشروط الأولية لتجنيدهم، أبرزها الغضب على الواقع والاستياء من الغير والبحث عن الوسائل المواتية للانتقام. القنصل العام المغربي بمايوركا أبرزت بهذا الخصوص أن المغرب يسعى لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق مع إسبانيا أمنيا وسياسيا لمحاولة تضيق الخناق على تحركات الإرهابيين، مشيرة إلى أن « التعاون في مجال الأمن بين الطرفين جيد جدا ». هذا وكان وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، قد التقى يوم 31 مارس المنصرم، في مدريد، مع نظيره الاسباني وكذلك مع كبار المسؤولين في الحرس الشرطة المدنية الوطنية الإسبانية، حيث أجروا مباحثات هامة، بخصوص العلاقات بين البلدين في هذا المجال، التي وضفتها السعدي ب »القوية جدا وعلى مستوى عال ».