رفض وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، تقديم أي توضيح وحتى الإدلاء بتصريح حول مآلات « أزمة الأساتذة المتدربين »، التي تقترب من دخول شهرها السادس، ولا حل ربما في الأفق. وفي الوقت الذي يواصل « أساتذة الغد » مقاطعتهم للدارسة والتكوين وخوض اعتصامات في كل مراكز المغرب الجهوية للتربية والتكوين، احتجاجا على قرارين أصدرهما الوزير، فضلت الحكومة مواصلة سياستها بتجاهل ملفهم، الذي يعتبره الكثيرون أقوى ملف « شائك » في عهد حكومة عبد الإله بنكيران. واكتفى بلمختار بالتعليق على الأزمة قائلا: « لا تعليق لدي »، مشيرا إلى أن هذا الملف بيد الحكومة، وذلك على هامش حفل إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، بالرباط صباح اليوم الأربعاء. وحتى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بدوره لم يشر لا من قريب ولا من بعيد لهذا الملف العويص، بالرغم من حلوله، ضيفا على حفل إطلاق وزارة التربية للخطة الإستراتيجية السالفة الذكر. فقد اكتفى فقط في كلمته ببعث برسائل خفية للأساتذة وللمغاربة عموما، أكد فيها أن عزم الدلة على فصل التكوين عن التوظيف، يشكل قرارا لا رجعة فيه. كما هاجم بنكيران مجددا التكوينات الأدبية والتخصصات النظرية، خاصة الآداب والقانون والعلوم الإنسانية، حيث أكد أن المغرب لا حاجة له بها مستقبلا، قائلا: « المغرب لا يحتاج الشعراء والفلاسفة والقضاة »، لكنه يحتاج، وفق تعبير بنكيران دائما، للحرفيين والتقنيين والمهندسين. يذكر أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين تخوض منذ أمس اعتصاما بمختلف المراكز، والذي أعلنت أنه سيستمر 72 ساعة، أي إلى غاية مساء يوم غد الخميس. وتأتي هذه الخطورة في إطار برنامج المجلس الوطني الاحتجاجي، والذي سيتوجه أساتذة الغد بخطوة تصعيدية منتصف أبريل المقبل، تتجلى في خوض إنزال مفتوح بشوارع العاصمة والصمود إلى حين تحقيق مطالبهم بإسقاط المرسومين الشهيرين، وفق ما أكده بيان صادر عنهم.