يبدو أن الصراع بين الحزبين والذي بلغت ذروته خصوصا مع إقدام الأمين العام لحزب علال الفاسي، على سحب وزراءه من الحكومة والانتقال إلى صف المعارضة، لم يعد مقتصرا فقط على الصالونات السياسية بالعاصمة الرباط، بل تعداها ليصل إلى قلب الصحراء. خلال زيارة المبعوث الأممي للصحراء، كريستوفر روس، والذي شهدت زيارته توترات ببعض المدن، منها العيون وسمارة، كما تابع ذلك الجميع، وكما أعلنت عن ذلك وزارة الداخلية، لم يهدأ الطرفين –البيجيدي والاستقلال- خاصة بعد إصدار شبيبة الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي حول الأوضاع بالصحراء. في أول جلسة برلمانية حضرها وزير الداخلية الجديد محمد حصاد، انطلقت شرارة المواجهة بين الحزبين، خاصة بعدما انبرى، عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ليتحدث عن بيان حزب العدالة والتنمية، الأمر الذي انتفض ضده برلماني حزب بنكيران بالصحراء البيهي، ليرد أن سبب التوتر بالصحراء راجع لسوء التدبير بالعيون، في إشارة واضحة إلى حمدي ولد الرشيد الرجل النافذ بالصحراء وبحزب شباط. وفي الوقت الذي رفض فيه حمدي ولد الرشيد التعليق على كلام برلماني حزب المصباح، عاد الأخير، مرة أخرى، ليطلق النار على حزب الاستقلال بالصحراء، وعلى حمدي ولد الرشيد نفسه، من قبة البرلمان. البرلماني البيهي، قال في جلسة برلمانية بحر هذا الأسبوع، وهو بعث الرسائل إلى الاستقلال الذي يسير كبرى مدن الصحراء، أن التساقطات القليلة التي شهدتها العيون مؤخرا فضحت حجم التلاعبات والتجاوزات التي شابت إنجاز عدد من المشاريع التي تعرفها المدينة، حيث تحوّلت أهم الشوارع الرئيسية إلى برك مائية. حزب حميد شباط لن يتأخر في الرد على حزب بنكيران، والحرب ستكون حامية الوطيس بينهما، الأمر الذي سيظهر في الأيام المقبلة. تابعوا الفرجة.