ربما من سخرية الطرح أن طارح هذا الموضوع هو الرجل الذي دخل أو خاض أو عاصر، طوعا أو كرها، خلال ثماني سنوات، أكبر عدد من الحروب الرقمية دفاعا عن أمته، أو عن إنجاز جماعي.. وهو أكثر رجل تعرض للقدح والشتائم والاتهامات والركلات واللطمات والكدمات والصدمات..ولا يزال عنوانا مفضلا للنهش واللطش والبطش لأسباب لا تخفى على لبيب أو بصير.. ومع أن الحروب الرقمية مؤلمة أو جارحة، إلا أنها مفيدة في نظري إذ تعرفك على الآخر، عند حشره أو غضبه أو الاختلاف معه، من خلال ردود أفعاله، فتعرف الشخصية الفاجرة أو المنافقة، أو الكاذبة أو الضعيفة أو المهزوزة أو الغبية أو المريضة، أو نقيضها، وتزيل القناع، الذي قد يكون مصطنعا في كثير من الأحيان بسبب طبيعة التواصل الرقمي الجاف، عن وجه أو معدن أو شخصية الجالس الرقمي قبالتك خلف جهاز أصم، لتقوم في المحصلة بعملية فرز فكري وثقافي ومهني ونفسي وإنساني عميق في المشهد الرقمي، وتحدث تدريجيا المناعة المطلوبة لكثير من السكان الرقميين، حسب وعيهم وثقافتهم وقدراتهم واستيعابهم واهتمامهم، المشاركين أو المتابعين لهذه الحروب. إذا، هذه الحروب الرقمية مهمة لخلق جيل قارئ ومفكر وذكي وقوي، ومنطقية الحدوث في الوقت ذاته إذا ما علمنا أن سكان القارات الست انتقلوا للتواصل أو العيش أو العمل في القارة السابعة، من بيئات وخلفيات وثقافات وأعمار وأهداف مختلفة، وكل يبحث عن موطئ قدم، أو فرض رؤيته أو سيطرته في هذه القارة التي يعيش فيها الجميع وجها لوجه. • ما فوائد الحروب الرقمية في نظرك؟ • ما المناعة التي تنتجها هذه الحروب؟ • ماذا استفدت أنت من الحروب الرقمية؟ ندوة خاصة بالمثقفين والمفكرين الواعين..يرجى عدم الإحراج..