في إطار أنشطتها الإشعاعية، نظمت الثانوية التأهيلية عقبة بن نافع، التابعة للمديرية الإقليمية للتعليم بإقليم الجديدة، أمسية تحسيسية توعية في صفوف متعلميها مساء الجمعة 30 دجنبر الماضي، حول مخاطر التدخين وتعاطي المخدرات. وقد جاءت الأنشطة متنوعة بين ما هو علمي وما هو ديني وما هو توعوي وما هو إبداعي خالص أنجزه المتعلمون. إذ تناوب على منصة الندوة متدخلون متعددون عبّر كل واحدٍ منهم عن جانب من مخاطر التدخين وتعاطي المخدرات في صفوف المتعلمين. وعليه فقد ألقت حنان بنبوعنان، أستاذة مادة الحياة والأرض، عرضاً علمياً تناول مكونات السجائر وتأثير كل مكون على صحة المتعلمين، مما أعطى صورة وافية للمتعلمين عن العناصر التي تحرق ويتم إدخالها إلى جسم المدخن. كما ألقى سعيد العماري، أستاذ مادة اللغة العربية، عرضاً عن الموقف الديني من التدخين وتعاطي المخدرات، بيّن فيه، بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة، حرمة التدخين وتعاطي المخدرات باعتبارهما مفسدة للعقل والبدن وإلقاءٌ للنفس في التهلكة. أما مريم فرجي، أستاذة مادة الحياة والأرض، فقد تناولت في عرضها مزيداً من التفاصيل العلمية حول مخاطر التدخين وتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها، دون أن تغفل باقي التأثيرات الاجتماعية للتدخين وتعاطي المخدرات على المدمنين وأسرهم. وفي إطار إشراك المتعلمين في محاربة هذه الآفة الخطيرة على صحتهم العقلية والبدنية، أنجز متعلمو المؤسسة شريطاً تربوياً تناول التأثيرات المتوقعة لإدمان المخدرات على المتعاطي وعلى أسرته. فجسد المتعلمون حياة أسرة مكونة من شاب مدمن على عدة مخدرات، يعيش رفقة والده الذي يعاني مرضاً عقلياً يقعده عن العمل، ووالدته التي تعاني الأمرين في توفير لقمة العيش لزوجها وابنها بالاشتغال خادمة في البيوت. لكن ظروف الأسرة تسوء أكثر عندما تطرد الأم من آخر بيت كانت تشتغل فيه بسبب محاولة ابنها جر ابن تلك الأسرة إلى تعاطي المخدرات، مما يساهم في ازدياد حالة الأم سوء ووفاتها المبكرة، عندها فقط يستفيق الابن ويحمل نفسه مسؤولية وفاة والدته، فلا يجد إلا الانتحار سبيلاً، وفي آخر لحظة ينقده صديقه من موت محقق، ويسدل الستار على أحداث الشريط برسالة وجهها بطله إلى المتعلمين يحثهم فيها على تفادي الوقوع في تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها. وفي نهاية الأمسية تدخل واحد من شباب المنطقة باعتباره متعاطٍ سابقٍ للمخدرات بيّن تجربته المريرة مع المخدرات وحثّ المتعلمين على الابتعاد عن ذلك الطريق.