حينما غنت لأول مرة أغنية “كثير ما كالوا فيا” وهي لم تتجاوز بعد سنوات طفولتها الأولى ٬ لم تكن دنيا باطما المرشحة لنهائي برنامج المسابقات “آراب أيدول” (محبوب العرب) تدرك أن المشوار سيتحول من دندنات طفولية إلى غناء محترف على مسرح أشهر برنامج مسابقات غنائية تنظمه قناة الإم بي سي. دنيا٬ ومنذ أول ظهور لها بالبرنامج خلال المراحل الإقصائية بالمغرب أبهرت الجمهور كما لجنة التحكيم بقوة صوتها ودقة أدائها وتحكمها في المقامات إلى جانب حسها المرهف٬ الذي حدا بالفنانة الإماراتية أحلام الى القول بلا مواربة إنها تذكرها بنفسها٬ فهي تبتسم حتى إذا كانت الأغنية حزينة. مزايا خولت لها الاستحواذ على محبة الجمهور الذي لم يخذلها في أي مرحلة من مراحل التنافس على لقب “محبوب العرب” حيث أنها لم تكن في أي منها في دائرة الخطر ” حب الجمهور وتفاعله معي مكنني من الوصول إلى هذه المرحلة٬ واتمنى ان يتضاعف هذا الحب حتى اتمكن من الفوز بلقب محبوبة العرب”. هي غصن من دوحة آل باطما٬ الذين طبعوا مسيرة الفن المغربي بسمات خاصة وكانت لهم بصمتهم القوية خاصة في ما يتعلق بتاريخ المجموعات الغنائية التي شكلت لونا متفردا على الصعيد العربي٬ استطاع ان يحلق بالمشرق شاديا بشتى ألوان الغناء العربي من اغاني طربية لعمالقة الطرب العربي الاصيل إلى الغناء الخليجي إلى الاغاني الشبابية الخفيفة لتتوج هذا الإكليل بأغاني مغربية أصيلة . تنوع أبرز٬ كما قال الفنان اللبناني راغب علامة٬ غنى الثقافة الفنية التي تمتاز بها دنيا والتي جعلتها تحسن اختيار الاغاني التي ستؤديها بل احيانا نجحت في أن تضفي عليها بصمتها الخاصة وهو ما نوهت به لجنة التحكيم غير ما مرة. فتلك الثقافة٬ التي اكتسبتها باطما من محيطها الفني واستحضارها روح عمها الراحل العربي باطما ورغبتها الجامحة في تحقيق حلم والدتها التي لم تبخل عليها بالتوجيه والمساعدة في اختيار القطع الغنائية خاصة وانها بدورها تمتلك صوتا مميزا وثقافة فنية منحت لدنيا السند الحقيقي٬ صقلتها عبر التكوين والالتحاق بالمعهد الموسيقي “العربي باطما” بل إن دراستها لمجال السياحة عضد تكوينها وأتاح لها اكتساب مهارات إضافية سيما في مجال التواصل. في حديث دنيا٬ البالغة من العمر عشرين سنة٬ حضور كبير للعائلة إذ تعتبر أن انتماءها لعائلة باطما يحملها مسؤولية أكبر ويجعلها تشعر بنوع من الخوف سوى ان الاستقبال الكبير الذي لقيته عند وصولها إلى مطار محمد الخامس وبالحي المحمدي منحها ثقة أكبر وتصميما أقوى على الظفر باللقب لإرضاء هذا الجمهور الذي آمن بصوت دنيا ولا يرى عنها بديلا متوجا. حب وحفاوة أنسياها ربما المرارة التي ذاقتها عند إقصائها غير المتوقع من مسابقة أستوديو دوزيم في العام 2010٬ والتي رأت أنها أكسبتها بعض الشهرة على مستوى المغرب وجعلت الناس يتعرفون عليها٬ لتعتزم متابعة المشوار ولو بالاعتماد على إمكانياتها الذاتية ودون دعم من شركات الإنتاج حيث اشتغلت على تصوير “فيديو كليب” وإصدار ألبوم خاص بها. غياب الدعم والإيمان بقدراتها الصوتية المميزة جعلها تقرر المشاركة في برنامج “محبوب العرب” الذي أعطاها من الشهرة ما جعل شركات الإنتاج تقرر التعامل مع دنيا وإنتاج أغاني لها حتى وإن لم تفز باللقب الذي يخول لصاحبه توقيع عقد لإدارة الأعمال٬ ومتابعة المسيرة الفنية مع شركة بلاتينيوم ريكرودز٬ زيادة على عقد مع شركة بيبسي العالمية لتقديم الإعلانات٬ وأخيرا الفوز بسيارة شيفروليه كورفيت. تصفها الصفحة الخاصة بها على موقع الام بي سي بكونها تتمتع بالنشاط والاجتهاد٬ ولديها قوí ̧ة في الإرادة٬ وهي إجمالا سريعة الغضب٬ لكنها تهدأ بسرعة. كما أنها تنزعج كثيرا عندما يظن الناس أنها مغرورة ومتكبرة لمجرد أن يقع نظرهم عليها٬ وتؤكد أن “هؤلاء يغيرون رأيهم فيها تماما حينما يعرفونها عن كثب”. علاوة على الغناء٬ تهوى دنيا باطما السباحة٬ والمطالعة٬ وركوب الخيل٬ وتعشق جميع كتب وروايات الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو٬ وقصائد وأشعار الشاعر السوري نزار قباني. هي ميزات تجمعت في شخصية المرشحة لنيل لقب “محبوب العرب” وجسور تقربها أكثر من جمهورها في المغرب وبسائر أقطار الوطن العربي٬ وتعول عليها لتقودها نحو منصة التتويج إلا أن رهانها أكبر في هذه اللحظات على الجمهور المغربي ليكون في الموعد عشية الجمعة المقبلة. دنيا ستغني في الحفل النهائي ٬ إضافة إلى أغنيتين لطلال المداح وسيدة الطرب العربي أم كلثوم٬ أغنية عميد الاغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي “مرسول الحب” علها تكون مرسولا أمينا يتوجها ملكة على قلوب عشاق الأغنية العربية الأصيلة لتكون بحق “محبوبة العرب”.