يبدو أن العالم السياسي يعيش في هذه الآونة مخاضا ملحوظا عسيرا خاصة بعدما شهدته الانتخابات الأمريكية والفرنسية الأخيرتين من تحولات جدرية في مجالات السياسة الاقتصادية إذ على هذا المنحى العول في الوصول الى الريادة القيادية Leadership : ويعتمد هذا الهدف المخطط بحنكة ودراية على مفاهيم جديدة تهم على الأرجح العلاقات السياسية المستقبلية المزمع تحقيقها فالآتي من الأزمان. إن طوارئ و أحداث عديدة ظهرت على السطح انها تظهر في الأفق هنا وهناك مما يجعل الخريطة السياسية العالمية تغير من أثوابها البالية لفائدة التيار الاقتصادي المتحكم الجديد وهكذا بدأ الإشعاع السياسي الأمريكي يخطو خطواته في أركان المعمور فارضا اختياراته العلاقاتية المقبلة الشيء الذي خلق هلعا البعض )( l'OTAN. لقد انطلق التجاذب والتقاطب ما بين بعض القوى العظمى خاصة التقارب الفرنسي الروسي . إن العالم يسير وفق التشرذم أكثر مما هو عليه الآن في بؤر عديدة لم يوجد لها الحل حتى الآن ( العراق ، سوريا ، ليبيا و مناطق أخرى ). فما عسانا نحنأن نقول أو أن نفعل في هذا الخضم المتوحش الفتاك؟. إنه لم يعد لنا ما نضيعه من الوقت في متاهات التفرقة فعلينا امام ما يشهد العالم من تحولات أن ندعم جبهتنا الداخلية بالمزيد من الجهود ونكران الذات والتشبث بثوابتنا ومقدساتنا التي وقفت سدا منيعا لكل الطموحات والإغراءات العدوانية زهاء 14 قرنا . وبهذا لا نرى إلا الخير ما دامت تنطبق علينا الآية الكريمة : " الا من اتى الله بقلب سليم " ( أنظر تفسير بن كثير ) وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون خاصة في هذا الشهر : شهر الرحمة والبركة والغفران.اللهم اغفر لنا ما تقدم و ما تأخر من ذنوبنا " واللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا ". إنه لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا.