يصوّت البرلمان الإسباني، يوم الأربعاء المقبل، على مقترح غير ملزم تقدمت به كتلة حزب بوديموس، يهدف إلى تسريع تسوية أوضاع الأجانب المقيمين في إسبانيا منذ ما قبل عام 2022، وذلك في إطار دعم مبادرة تشريعية شعبية تهدف إلى تقنين وضعية نحو نصف مليون مهاجر غير نظامي. ويحث المقترح الحكومة الإسبانية على الموافقة، "بشكل فوري"، وفي غضون شهرين كحد أقصى، على تسوية أوضاع جميع المهاجرين غير النظاميين الموجودين في البلاد منذ نوفمبر 2021. واعتبر الحزب اليساري أن هذه الخطوة تمثل "واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا وديمقراطيًا" يمنح إسبانيا "مكانة مشرفة على الصعيد الدولي"، مشددًا على ضرورة فتح قنوات قانونية وآمنة للهجرة، لتجنب المخاطر التي يواجهها المهاجرون أثناء رحلاتهم غير الشرعية. يأتي هذا التصويت في ظل جدل سياسي محتدم بشأن سياسات الهجرة في البلاد، حيث يواجه المقترح معارضة من الأحزاب اليمينية، وفي مقدمتها حزب VOX، الذي يرفض أي إجراءات لتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين. ويواصل الحزب اليميني المتطرف حملته ضد ما يصفه ب"الهجرة غير النظامية والفوضوية"، في وقت أثار فيه مقطع فيديو دعائي للحزب جدلًا واسعًا، حيث اعتبر أن التسوية المرتقبة "ستؤدي إلى تدهور الأحياء والخدمات العامة وزيادة معدلات الجريمة". وفي سياق متصل، شهدت العاصمة مدريد حادثة لافتة عندما أقدم أورلاندو تشاكون، القيادي في الحزب الشعبي ورئيس بلدية فيا فيردي، على تمزيق ملصق دعائي لحزب VOX يحمل شعار "أمنك هو أولويتنا"، مؤكدًا أن "لا أحد غير قانوني في مدريد"، في إشارة إلى موقف حزبه الداعم لتنظيم الهجرة بدلاً من منعها. وقد أثارت هذه الحادثة سجالًا حادًا بين الأحزاب السياسية حول نهج التعامل مع ملف الهجرة في إسبانيا.